Uncategorizedنشرات مراكز الأبحاث الغربيةتقارير

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الغربية | ابريل 2022

بواسطة
تحميل نسخة PDF

1. السير على حبل مشدود: الوساطة التركية بين روسيا و اوكرانيا و العلاقات مع الغرب

نشر مركز INSS الإسرائيلي للدراسات مقالاً تناول فيه الوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بينهما متسائلاً عن ما يكمن خلف سياسة أنقرة المتمثلة “بالسير على حبل مشدود” دون استفزاز أي من الطرفين.

ومنذ بداية الحرب بأوكرانيا والتي تجاوزت يومها الخمسين، أعلنت تركيا معارضتها انتهاك سلامة الأراضي الأوكرانية، وأغلقت المضائق بين بحري إيجة والأسود أمام السفن الحربية الروسية، باستثناء تلك التي تعود إلى قواعدها، وفقًا لاتفاقية مونترو 1936 لكنها لم تفرض عقوبات على روسيا ولم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

 وعرج التحليل على أهمية العلاقات التركية الروسية في مجالات اقتصادية عدة منها استيراد الطاقة والمواد الغذائية، بجانب اتفاقات بين البلدين حول سوريا، ويضاف إلى ذلك قطاع السياحة حيث تعد تركيا الوجهة الأولى للسياح الروس الذين بلغ عددهم خمسة ملايين سائح في عام 2021.

 بالمقابل، أشار التحليل إلى أهمية أوكرانيا كمصدر أساسي لتصدير القمح والمواد الغذائية إلى تركيا، وكون كييف أول دولة تشتري طائرات بلا طيار TB2 المصنعة في شركة بيرقدار التركية، والتي أثبتت كفاءتها في الحرب الروسية الأوكرانية ما زاد الاهتمام العالمي باقتنائها. و في ذات السياق، تزايد اهتمام تركيا بأوكرانيا لبناء مصنع لأجزاء من طائرات TB2 ومحركات أكثر تقدمًا، على أراضيها نتيجة اتفاق بين البلدين.

وشكك كاتبا التحليل باستمرارية “سياسة الحبل المشدود” المتبعة من قبل تركيا تحديداً إذا ارتفعت حدة التوتر بين روسيا و الغرب وطالب كلا الطرفين تبني تركيا موقفاً ثابتاً لصالح أحدهما. في غضون ذلك قوبل قرار أنقرة بالانحياز إلى الغرب، وإن كان بطريقة تدريجية ومحدودة، على عكس التقديرات المتشائمة بأنها ستقف إلى جانب المعسكر الموالي لروسيا، بشكل إيجابي من قبل حلفائها.

وبعد سنوات انتقد فيها أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) -في كثير من الأحيان بشدة- الحكومة التركية لتقاربها مع روسيا، فإن الدول الغربية تنظر الآن إلى العلاقات التي طورتها تركيا مع روسيا في السنوات الأخيرة كأحد أهم قنوات التواصل المباشر مع الرئيس الروسي بوتين.

لذلك منذ بداية الحرب في أوكرانيا، كان هناك تغيير في اللهجة بين العديد من القادة تجاه موقف تركيا داخل الناتو، وما يدلل على ذلك الأصوات المطالبة ضمن حلف الناتو لإعادة التفكير في الحكمة من تدابير حظر الأسلحة ضد الحلفاء والذي فرض على تركيا من قبل كندا بمنعها توريد المكونات المتعلقة بالطائرات بدون طيار الى تركيا.

ويتوقع كاتبا التحليل بأن وساطة أنقرة لن تحل بعض المعضلات التي طرحتها الحرب فحسب، بل ستوفر أيضًا فرصة لتحسين علاقاتها مع الناتو.

2. هل تحاول إدارة بايدن إطالة حرب أوكرانيا؟

طرح المقال الذي نشره معهد CATO  سؤالاً حول ما إذا كانت سياسات واشنطن تجاه الحرب الروسية الاوكرانية غير كفؤة فحسب، أو ما إذا كانت تعكس استراتيجية متعمدة لاستنزاف القوات الروسية وإلحاق هزيمة جيواستراتيجية بخصم من القوى العظمى بغض النظر عن التكلفة التي تتحملها أوكرانيا.

و ذكر كاتب المقال عدة مؤشرات تدل على رغبة ضمنية لإدارة بايدن لإطالة أمد الحرب منها تزويد الولايات المتحدة وحلف الناتو لاوكرانيا بالسلاح، الأمر الذي كان كفيلاً من وجهة نظر القادة الأوروبيين  لمنع انتصار سهل لروسيا. بالإضافة الى المواقف الغربية الفاترة من تصريحات زيلنسكي استعداده  للتخلي عن طموحات بلاده بالانضمام إلى الناتو والقبول بدلاً من ذلك بوضع محايد بضمانات متعددة الأطراف والتي ستؤدي بدورها الى مباحثات سلام.

و أضاف الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تصريحات الرئيس الأمريكي العامة غير الحكيمة والقتالية حيث أذهل بايدن المراقبين في جميع أنحاء العالم بتصريح مرتجل على ما يبدو قرب نهاية خطابه في وارسو قائلاً: “بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل [بوتين] البقاء في السلطة!” تم تفسير التعليق على نطاق واسع على أنه يتبنى سياسة أمريكية جديدة” لتغيير النظام” فيما يتعلق بروسيا.

و اختتم المقال بأنه يبدو أن جوهر السياسة الأمريكية بالعقوبات الواسعة التي فرضتها واشنطن والقوى الأوروبية على روسيا عقب الغزو و تأييدها دعوات لاتهام بوتين بارتكاب جرائم حرب، موجه لتحقيق هذا الهدف بالتأكيد. المنطق الكامن وراء نهج واشنطن هو ممارسة مثل هذا الضغط المؤلم على الاقتصاد الروسي بحيث يتخذ الأوليغارشية القوية وأعضاء النخبة الأخرى في البلاد خطوات لإزاحة بوتين من السلطة.

وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة التي يتخوف بها بوتين من مثل هذا الإجراء هي الإطاحة به (والبقاء على قيد الحياة بعد تلك الواقعة). والطريقة الوحيدة التي يُرجح أن تتم الإطاحة به هي إذا هُزمت روسيا في أوكرانيا أو وافقت على معاهدة سلام التي ستبدو وكأنها هزيمة لأهداف سياسة موسكو. وبالتالي ، فإن احتمالية وقوع انقلاب ومحاكمة جرائم حرب لاحقة تخلق حافزًا قويًا للغاية لبوتين لمواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى، إذا كان النجاح لا يتحقق من خلال الدبلوماسية  فإنه يخلق حافزًا للتصعيد إذا لزم الأمر ليصل لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية.

3. كيف ستؤثر الحرب في أوكرانيا على السياحة؟

نشر مركز ايكنوميست انتيلجينس تقريراً يتنبأ فيه بانخفاض حاد في التوقعات السياحية للعام الحالي نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا و الارتفاع في نسب التضخم و غياب الزوار الروس والأوكرانيين.

و اشار التقرير في النقطة الاولى الى الخسارة الفادحة التي سيتسببها توقف الروس و الاوكرانيين عن نشاطاتهم السياحية، حيث تصنف روسيا في المركز الحادي عشر عالمياً كمصدر للسياحة، بينما تحل اوكرانيا في المركز الثالث عشر.

ويزداد الأمر أهمية فيما يتعلق بالإنفاق السياحي، إذ شكلت مساهمات الروس والأوكرانيين مجتمعة حوالي 50 مليار دولار أمريكي (حوالي 8٪ من الإجمالي العالمي) في عام 2019، و كانت روسيا وحدها سابع أكبر منفق في العالم.

وكانت تركيا الوجهة الأكثر شعبية للبلدين في عام 2018، حيث استقطبت 6 ملايين سائح روسي، و 1.4 مليون سائح أوكراني، وهو ما يمثل 16٪ من إجمالي السياح الوافدين إلى تركيا في ذلك العام.

و أضاف التقرير أن كلا البلدين سيتكبد خسائر كبيرة حيث يصل عدد الزوار القادمين إلى روسيا حوالي  25 مليون سائح (معظمهم من اوكرانيا) و بدورها ستخسر اوكرانيا ما يصل إلى 14 مليون زائر ( معظمهم من روسيا ايضا).

و في نقطة آخرى، بيّن التقرير تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا و تأثيرها على شركات الخطوط الجوية، إذ تشير التوقعات ان شركة Aeroflot الروسية وحدها ستخسر ما يقدّر بمليون مسافر (أو 550 مليون دولار من إيرادات المقاعد شهريًا).

و بشكل حتمي ستعاني شركات الطيران الأخرى، حيث قدّر مركز OAG المزود لبيانات السفر العالمية اعتبارًا من الرابع من نسيان أنه قد تمت إزالة حوالي 28 مليون مقعدًا من جداول الرحلات للأشهر الثلاثة المقبلة – بانخفاض سنوي بنسبة 2٪.

قضية أخرى تواجه شركات الطيران، هي تكلفة الوقود التي تعتبر أعلى بأكثر من 80٪ مما كانت عليه قبل عام، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) حتى قبل الحرب. و يتوقع (IATA) أن تتكبد شركات الطيران الأعضاء فيه -والبالغ عددها 290 شركة- خسارة صافية تبلغ 11.6 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بعد أن خسرت حوالي 190 مليار دولار أمريكي في 2020-2021.

و يختم التقرير، بأن أسعار السلع المرتفعة ستؤثر أيضاً على السياحة، وسيكون لهذا تأثير مباشر على الفنادق والمطاعم، والذي سيؤدي الى الزيادة التي يدفعها السائح، علاوة على ذلك، يعاني المستهلكون أنفسهم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم العام، مع فشل الأجور في مواكبة ذلك.

4. مشهد جيوسياسي جديد

نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في نشرتها اليومية تقريراً يوضح المشهد الجيوسياسي الجديد. و جاء في التقرير، مع احتدام الحرب في أوكرانيا، رفضت الحكومات في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية اتخاذ موقف محدد، وتجنبت اعتبارات “نحن ضد هم” التي ميزت معظم حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية،  بدلالة واضحة على تنامي الشعور بالثقة لدى البلدان الأصغر التي لم تعد تعتمد على راعي أيديولوجي أو اقتصادي واحد، لتذهب في طريقها الخاص.

غالبًا ما تم تشبيه المشهد الجيوسياسي الحالي بمشهد الحرب الباردة الجديدة. و على الرغم من تماثل الخصوم الرئيسيين- الولايات المتحدة وروسيا والصين بشكل متزايد – فقد تغيرت الأدوار التي تلعبها بقية دول العالم، بإشارة الى إعادة تشكيل النظام العالمي الذي استمر لأكثر من ثلاثة أرباع القرن.

و امتنعت عشرات الدول عن التصويت في الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان هذا الشه، بما في ذلك تايلاند والبرازيل وجنوب إفريقيا والمكسيك وسنغافورة. وكان أكثر من نصف الممتنعين عن التصويت من بين الدول الأفريقية التي تلاقي اهتمام الصين المتزايد واستثماراتها. 

 وفيما يتعلق بالولاءات التاريخية، وصف بعض حلفاء الولايات المتحدة قرارهم “بالتنويع” نتيجة للتغيب الأمريكي عن دبلوماسية اللقاحات أو التجارة. و على الصعيد الاخر، لا يمكن لروسيا التي تفتقر إلى أموال المحسوبية والنفوذ الجيوسياسي للاتحاد السوفيتي الاعتماد على حلفائها السابقين أيضًا.

5. معضلة بايدن النفطية السعودية

نشر مركز ويلسون للدراسات مقالاً بيّن فيه الأزمة التي يعيشها الرئيس الأمريكي جو بايدن إبان الحرب الروسية على أوكرانيا والتي أجبرته على على التفكير بجدية في التخلي عن وعد حملته الرئاسية بجعل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، منبوذًا في واشنطن بعد تورطه في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

هذه المعضلة تضع التزام بايدن بتعزيز الديمقراطية ومكافحة المد المتصاعد للاستبداد في مواجهة السياسة الواقعية المتمثلة في ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني (نوفمبر) وضرورة فصل أوروبا الغربية عن الاعتماد على النفط والغاز الروسي.

 من جهتها تعمل المملكة العربية السعودية على توسيع طاقتها الإنتاجية بمقدار مليون برميل يوميًا ، أي أكثر من ثلث الصادرات الروسية الحالية إلى أوروبا الغربية التي تسعى إدارة بايدن إلى منعها.

و أكد التقرير أنه يجب على بايدن  التفكير مليًا مسبقًا في ما قد يكون محمد بن سلمان مستعدًا أو قادرًا على تقديمه كمقابل للتخلي عن “سياسته المنبوذة” لاسيما أنه لم يتحدث حتى عبر الهاتف مع ولي العهد منذ توليه منصبه قبل خمسة عشر شهرًا و لم يعين سفيرا أمريكياً جديدا في المملكة، إضافة للتفكير في الضرر المحتمل الذي قد يلحقه احتضانه لولي العهد بصورته والسياسات الأخرى.

ولخص التقرير نقاطاً ينبغي على ولي العهد تحقيقها و التي تتضمن موافقته على إنتاج المزيد من النفط، والانسحاب من حرب اليمن ، والاعتراف بإسرائيل ، وقبول التسوية مع إيران. بينما عرض التقرير مطالب محمد بن سلمان بإعادة فرض تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين على أنهم منظمة إرهابية وتجديد الدعم العسكري لمساعدة قواته على هزيمتهم في ساحة المعركة ومعارضته سياسة إدارة بايدن المتمثلة في إحياء الاتفاق النووي مع طهران الذي انسحب منه ترامب في عام 2018.

وانتهى التقرير بالاشارة الى أنه لا يوجد “حب ضائع ، أو حتى يمكن اكتسابه،” بين هذين الزعيمين. لكن من المشكوك فيه أيضًا ما إذا كانت السياسة الواقعية تكفي لحل الجمود حيث يفتقر كلاهما إلى الإنجازات لجعل صفقة المعاملات المجردة قابلة للتحقيق.

6. مفاتيح قراءة الخريطة الإستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة

كتب محمد باهارون مدير عام مركز دبي لبحوث السياسات العامة (بحوث) تحليلاً نشره مركز الشرق الأوسط للدراسات و الذي تضمن شرح ثلاثة مفاتيح للخريطة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتها الدولية والتغيرات الحاصلة في تعاملها مع القضايا و التي وصفها بأنها أكثر اتساقاً.

و حدد المقال المفتاح الأول بالنظام العالمي الشبكي والذي يعكس إدراك الإمارات للطريقة التي تطورت بها العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين حيث لم يعد النظام العالمي أحاديًا أو ثنائيًا أو حتى متعدد الأقطاب، ولكنه بالأحرى “متشابك”. أي أن الدول يمكن أن تنخرط في علاقات متعددة بناءً على المصالح الوطنية والإقليمية بدلاً من التقارب أيديولوجياً. و طبقت الإمارات هذا المفهوم عن طريق استبدال مراكز الجاذبية بعقد الاتصال و إزاحة حساب التفاضل والتكامل الصفري فمثلاً العلاقات الاقتصادية الإماراتية مع الصين لا تقلل من قيمة علاقتها مع الولايات المتحدة و استبدال مفهوم المنافسة الكبرى باستراتيجية “التكامل الكبير” و الذي بدا جلياً في التقارب الإماراتي التركي الأخير.

أما المفتاح الثاني فهو أجندة الاتصال العالمي وفهم الإمارات العميق للمساحة الجيوستراتيجية و تشجيعها لاستراتيجية المشاركة التي تتمحور حول الربط الإقليمي باعتبار أن كل مسطح مائي هو بوابة لمنطقة إستراتيجية.

و أخيراً المفتاح الثالث لفهم الخريطة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة هو التمييز بين الجهات الحكومية وغير الحكومية باعتبار أن الاولى هي اللبنة الاساسية لإدارة الشؤون العالمية ومنطلق مشاركة الدولة الإماراتية في أي مسعىً دولي. و هذا يفسر موقف الإمارات المعادي للحوثيين و حزب الله  والحشد الشعبي و الإخوان المسلمين  باعتبارهم جميعاً جهات فاعلة عابرة للحدود الوطنية ولا تحترم سيادة الدولة وترى نفسها فوق الأمة.

و أضاف الكاتب في الخاتمة أن تطبيق هذه المفاتيح قد يساعد في فهم مشاركة الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء العالم و شرح بعض القضايا التي يجدها المراقبون أحيانًا محيرة.

7. هل ستكون صفقة إيران ركيزة استقرار أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟

نشر معهد رويال يونايتد البريطاني مقالاً أكد فيه تزايد المخاوف في الشرق الأوسط بشأن تداعيات الأمن الإقليمي مع وجود مؤشرات على إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي بات وشيكاً.

وبحسب المقال، يبقى دعم إيران للميليشيات والجهات الفاعلة غير الحكومية القضية الأكثر حساسية لأمن دول الخليج وإسرائيل، إذ تشير التقديرات إلى أن إيران تدعم أكثر من 40 ميليشيا موزعة بين العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن.

ويعزو المقال السبب الرئيسي لعدم تراجع نشاط إيران الإقليمي حتى لو وقعت اتفاقية جديدة إلى تصميم الاتفاقية نفسها، إذ تركز خطة العمل المشتركة الشاملة على مراقبة المنشآت النووية الإيرانية، ومنع المزيد من تخصيب اليورانيوم، ولكنها لا تحتوي على بنود بخصوص دعم إيران للميليشيات في المنطقة.

مؤيدو الصفقة يؤكدون -وفقا للمقال- أن إعادة دمج إيران في السوق الدولية سيشجعها على تغيير سياستها الإقليمية، فمع تنامي العائدات الاقتصادية سيكون لدى إيران الحافز للتصرف بشكل مختلف وستقلل التوترات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لكن لا بد من الاشارة الى فشل الاتفاقية بهذا الصدد  تبعاً للمؤشرات الحاصلة في المنطقة كتصعيد الحوثيين لهجماتهم بدلاً من الانخراط  في العملية السياسية خصوصاً بعد تبني ادارة جو بايدن سياسة الاسترضاء معهم و حذفهم من قائمة المنظمات الإرهابية في رسالة فد تفهم أن الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة بأمن حلفائها في المنطقة.

ويختم المقال بأنه من المهم عدم المبالغة في تقدير خطة العمل المشتركة الشاملة كحل ممكن لجميع الأزمات في المنطقة، حيث تتوقع الميليشيات العديدة التي تدعمها إيران دورًا أكبر لها بعد التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، وليس دورًا أقل حيث ستكون إيران حرّة من أي عقوبات أو التزامات تجاه جيرانها في المنطقة.

8. تونس: الرئيس سعيّد يعدّل مفوضية الانتخابات ويعزز سلطاته

أكد مركز ستراتفور للدراسات في تقرير نشره مطلع نيسان الحالي، أن حلّ الرئيس التونسي قيس سعيّد للبرلمان سيؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية في الدولة من خلال إثارة الجماعات المعارضة وإعاقة إقرار الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة. 

وسلط تقرير جديد نشره مركز ستراتفور الضوء على المرسوم الصادر عن المكتب الرئاسي التونسي والقاضي بإصلاح هيكل مفوضية الانتخابات في البلاد، وعلى وجه التحديد، استبدال الرئيس أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبعة أعضاء جدد.

ويعد مرسوم سعيّد الأحدث في سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي تعزز المزيد من السلطة داخل المكتب الرئاسي على حساب البرلمان المنتخب شعبياً؛ ويقول منتقدون محليون، بمن فيهم زعيم حزب النهضة الإسلامي راشد  الغنوشي، إن هذا القرار سيضر بمصداقية الانتخابات المقبلة.

بالمقابل، يحظى سعيّد ببعض الدعم العام لإجراءاته التنفيذية و إجراءاته ضد البرلمان، فمن غير الواضح ما إذا كان التونسيون سيواصلون دعمهم له إذا استمر في السيطرة على المزيد من المؤسسات الحكومية.

9. إعادة فتح مطار العاصمة اليمني المغلق منذ فترة طويلة

نشر مركز ستارتفور للدراسات تقريراً عن إعادة افتتاح المطار الدولي في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، للمرة الأولى منذ ست سنوات، في إطار الهدنة المؤقتة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في بداية شهر رمضان في 2 أبريل / نيسان.

وبناء عليه تستأنف الرحلات الجوية بين صنعاء والعاصمة الأردنية عمان، وكذلك مدن أخرى في البلدان المجاورة بغية الربط التجاري والإغاثة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.

و أشار التقرير أن إعادة فتح المطار هي علامة على أن الهدنة الرمضانية تحقق أهدافها الإنسانية، حيث ستمنح وكالات الإغاثة الوصول المباشر إلى العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون. ومع ذلك، يستمر الصراع الأهلي في اليمن مع استمرار القتال حول مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالطاقة.

وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيستمر إلى ما بعد نهاية شهر رمضان في 1 مايو ، فإن إعادة فتح المطار يمثل خطوة مهمة في بناء الثقة تدريجياً بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وهو أمر ضروري لضمان أي سلام دائم في البلاد.

المصادر:

  1. https://www.inss.org.il/publication/turkey-russia-ukraine/
  2. https://www.cato.org/commentary/biden-administration-trying-prolong-ukraine-war
  3. https://www.eiu.com/n/campaigns/how-the-russia-ukraine-war-will-affect-tourism/
  4. https://www.nytimes.com/2022/04/24/world/asia/cold-war-ukraine.html
  5. https://www.wilsoncenter.org/article/bidens-saudi-oil-dilemma
  6. https://www.mei.edu/publications/keys-reading-uaes-strategic-map
  7. https://rusi.org/explore-our-research/publications/commentary/will-iran-deal-be-pillar-stability-or-risky-gamble
  8. https://worldview.stratfor.com/situation-report/tunisia-president-overhauls-electoral-commission-consolidates-more-power?mc_cid=c9945bc1e5&mc_eid=d389715a5b
  9. https://worldview.stratfor.com/article/weekly-rundown-eu-mulls-sanctioning-russian-oil-yemens-main-airport-reopens

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: