التقرير التركيتقارير

المشهد الأسبوعي في تركيا | 14 – 20 مايو 2022

بواسطة
تحميل نسخة PDF
اردوغان يصرح أن بلاده لا تنظر بإيجابية إلى انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، بسبب موقف هاتين الدولتين من الوحدات الكردية التي تعتبرها تركيا الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.
الرئيس التركي أردوغان يزور أبو ظبي ويعزّي بوفاة رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو يعزّي نظيره الإماراتي بهذه المناسبة.
الرئيس التركي أردوغان يستقبل نظيره الجزائري تبّون في العاصمة التركية أنقرة، ويوقّعان على عدد من الاتفاقيات الثنائية وخاصّة في المجالات الدفاعية والاقتصادية، كما يتفقان على تنسيق المواقف تجاه ليبيا وفلسطين
الجيش التركي يكثّف من استهدافه للوحدات الكردية في شمال سوريا، وينشر مقاطع من تدميره لعدد من المواقع الدفاعية التابعة للوحدات الكردية، بعد مقتل جنود أتراك الأسبوع الماضي في شمال سوريا بعد استهداف مدرّعتهم بصاروخ مضاد للدبابات.
نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي جاهد اوزكان يستقيل من منصبه بضغط من الحزب، بعد أن ادلى بتصريحات قال فيها ان الامارات أتت خاضعة بعد أن فشلت في هزيمة تركيا . 
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام اوغلو يعلن إلغاء منصب “الناطق باسم بلدية اسطنبول” .
الرئيس التركي أردوغان يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الهولندي، ويتناول معه مسألة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، والموقف التركي من التنظيمات الإرهابية ودعمها. 
وصول سفينة التنقيب عن النفط التركية الرابعة إلى ميناء مرسين، بعد الانتهاء من تصنيعها في كوريا الجنوبية. 
وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو يزور الولايات المتحدة ويلتقي بنظيره الأمريكي بلنكن، ويلقي كلمة في مؤتمر الهجرة بالأمم المتحدة. 
الخارجية التركية تصدر بياناً تشجب فيه السياسات الاستيطانية التوسّعية لإسرائيل، وتدعو إلى فتح تحقيق شامل في مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة. 

المشهد الداخلي: 

في السياسة الداخلية التركية كان موقف حزب العدالة والتنمية ايجابيا بسبب التشظّي الحاصل في بنية المعارضة وعدم قدرتها على الإجماع على فكرة واحدة أو مرشّح واحد للوقوف في وجه أردوغان، فقد قال علي باباجان إن الفكرة الوحيدة التي تجمع أحزاب المعارضة حول الطاولة هي معارضة النظام الرئاسي والمطالبة بالعودة إلى النظام البرلماني، دون الحديث عن أي قضايا أخرى، ودون الحديث حتى عن المرشّحين المحتملين. 

وفي هذا الإطار فقد حاول أكرم إمام اوغلو رئيس بلدية إسطنبول من استغلال فرصة عدم الإجماع على مرشّح، وقرر ان يجرّب حظه ويخرج في جولة في البحر الأسود وصفت بأنها جولة انتخابية، الجولة واجهت معارضة قوية من الصحافة المحسوبة على المعارضة، خصوصاَ أن إمام اوغلو استضاف مجموعة من الصحفيين المقرّبين من حزب العدالة والتنمية، وقد ادّت هذه الحملة الى إجبار امام اوغلو على الاعتذار من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري، واضطر كذلك إلى إلغاء منصب “الناطق باسم بلدية إسطنبول” والذي كان يشغله ساعده الأيمن مراد أونغون، وبعد حادثة جولة البحر الأسود هذه يمكن ان نقول ان حظوظ أكرم إمام اوغلو بالترشّح للرئاسة في 2023 انخفضت كثيراً، خاصة أنه لم يجد أي ظهير أو حامي من داخل جناح المعارضة. 

على صعيد آخر، يبدو ان حزب العدالة والتنمية هو من استفاد من موجة استعداء اللاجئين العنصرية التي أطلقها عدد من الساسة الأتراك وعلى رأسهم اوميت أوزداغ رئيس حزب النصر، فقد أدت هذه الموجة إلى ذهاب كثير من أصوات المعارضة التركية لصالح اوميت أوزداغ، ومع خفوت الموجة أعلن الرئيس التركي أردوغان أن هناك خطة لإعادة مليون لاجئ سوري إلى المناطق الآمنة، تلتها تصريحات مشابهة من وزير الداخلية التركي، ومن الملاحظ أن الموجة العنصرية قلّت كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريحات الحكومة، ومن الممكن أن نقول أن الرئيس التركي أردوغان نجح في تحويل هذه الموجة لصالحه من خلال توجيهها لشق صفوف المعارضة وتقسيم أصواتهم، إضافة إلى تشجيع أوميت اوزداغ على المشاركة في الانتخابات المقبلة بشكل وحيد دون تحالف. 

المشهد الخارجي: 

في السياسة الخارجية التركية بدأت تظهر نتائج عمليات التطبيع على السياسة التركية تجاه إسرائيل ودول المنطقة، فقد كان الموقف التركي من عملية اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة ضعيفاً قياساً بالمواقف التركية السابقة من الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، ويمكن ان نعزو سبب هذا الموقف الى طموح تركيا في إبعاد إسرائيل عن اليونان وقبرص في شرق المتوسط وتوقيع اتفاقية لبيع الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من جهة، ومن جهة أخرى ربما تريد تركيا الحصول على دعم اللوبي الإسرائيلي من أجل صفقات اف-16 واف35. 

من جهة أخرى فقد حصلت تركيا على بطاقة رابحة لم تكن بالحسبان، بعد تقدّم فنلندا والسويد بطلب للدخول إلى حلف الناتو، فقد صرّح الرئيس التركي أردوغان عدّة مرات خلال الأسبوع أن تركيا لن توافق على دخول هذه الدول إلى حلف الناتو دون تحقيق الشروط التركية ومراعاة الحساسيات التركية تجاه المنظمات الإرهابية، وتتركز المطالب التركية من دول حلف الناتو كالتالي: 

1-إعادة تركيا إلى برنامج اف-35 أو تسهيل صفقة مقاتلات اف-16 على الأقل. 

2- رفع الحظر غير المعلن الذي تفرضه الدول الغربية على الصناعات الدفاعية المصدّرة إلى تركيا. 

3- مراعاة حساسيات تركيا تجاه الوحدات الكردية ووقف إستضافة ممثلي الوحدات الكردية في الدول الأوروبية. 

ونرى أن تركيا تسعى بهذه الورقة إلى إجراء مفاوضات مع جميع دول الناتو، وليس مع السويد أو فنلندا فقط، وقد بدأت المطالب التركية تعطي نتائج، فقد أعلن رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير أن بريطانيا رفعت الحظر عن تصدير السلاح إلى تركيا، ويمكن أن نرى خطوات مشابهة من أمريكا ومن الدول الأوروبية الأخرى كذلك. 

وبالتزامن مع الضغط التركي على حلف الناتو، فقد وسّع الجيش التركي من ردوده على عمليات إطلاق النار التي تقوم بها الوحدات الكردية في شمال سوريا، فقد أعلن الجيش التركي عن استهداف وتدمير عدد كبير من المواقع العسكرية التابعة للوحدات الكردية، ونشر صوراً لعمليات الاستهداف، ويمكن أن نرى توسعاً في العمليات التركية خصوصاً بعد عجز روسيا عن إرسال قوات عسكرية إلى سوريا وانشغالها بالحرب في أوكرانيا وسحبها عدداً من قواتها من سوريا، وقيام تركيا بإغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات العسكرية الروسية، وهذا كله يمكن قراءته في ضوء تصريحات أردوغان عن تشكيل منطقة آمنة في شمال سوريا يستطيع أن يرجع إليها مليون سوري من المقيمين في تركيا. 

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: