المشهد الاسبوعي في تركيا | 22 – 28 فبراير 2023

ابرز أحداث الاسبوع الاخير من فبراير
- إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”: ارتفاع عدد وفيات الزلزال إلى 44.374 شخصاً.
- زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب ملاطية التركية وفق رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد”.
- رئيس إدارة الكوارث والطوارئ: وفاة شخصين وإصابة 140 أخرين في زلزال ملاطيا ظهر اليوم الإثنين.
- الرئيس أردوغان: تركيا فريدة عالميا في التعامل بنجاح مع كارثة بهذا الحجم.
- الرئيس أردوغان: عدد المساكن التي دخلت طور البناء بعد الانتهاء من المسوحات الأرضية في منطقة الزلزال بلغ 309 آلاف منزلا.
- وزير البيئة والتطور العمراني التركي مراد كوروم: الأبنية الجديدة ستسلم إلى أصحابها خلال مدة أقصاها عام واحد، ومن الممكن البدء بتسليم الشقق للمالكين بعد 6 أشهر.
- وزير البيئة والتطور العمراني التركي: الحكومة ستمنح 5 آلاف ليرة تركية شهريا للمالكين الذين فقدوا منازلهم جراء الزلزال، و3 آلاف ليرة للمستأجرين الذين تضررت المنازل التي كانوا يسكنونها.
- متحدث الحزب الجيد كورشاد زورلو: سيتم الإعلان عن المرشح التوافقي للطاولة السداسية في 2 مارس.
- الاقتصاد التركي ينمو بنسبة 5.6٪ خلال العام الماضي 2022 مقارنة بالعام السابق 2021.
- بورصة موسكو للأوراق المالية (MOEX) تبدأ بتداول العقود الآجلة لثنائي العملات الليرة التركية-الروبل الروسي اعتبارا من أول مارس المقبل.
- البنك الدولي يقدر أضرار الزلازل في تركيا بـ 34 مليار دولار أو 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2021.
- وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يلتقي نظيره المصري سامح شكري بولاية أضنة المتضررة من الزلزال.
- المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد: سيتم تدشين مسار تشاوري مع تركيا يهدف لاستعادة علاقات البلدين.
- قطر تواصل نقل المساعدات الإنسانية لمناطق الزلزال بتركيا عبر طائرات تابعة لقواتها المسلحة إلى قاعدة إنجرليك العسكرية بولاية أضنة.
- وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس: الأجواء الإيجابية التي خيّمت على علاقات البلدين عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب تركيا لها دور في تسهيل بدء عملية التقارب والحوار في السياسة الخارجية.
- وزارة الخارجية التركية: 28 دولة أنشأت 30 مستشفى ميدانيا في مناطق الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد فجر السادس من فبراير الجاري.
- إقليم شمال العراق يعتزم إقامة مخيم يتسع لـ 25 ألف شخص، مخصص لمنكوبي الزلزال في ولاية أدي يمان التركية.
- قيادة العمليات المشتركة الإماراتية: انتقال عملية الفارس الشهم 2 من مرحلة الاستجابة السريعة إلى مرحلة التعافي وإعادة التأهيل لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا.
- مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسات الجوار والتوسع: التقييم النهائي والتقريبي لحجم الخسائر التي سببها الزلزال سيكون متاحا (في تقرير) خلال أسابيع، وستكون نتائج هذا التقرير أساسية قبل تنظيم مؤتمر المانحين.
- أعمال الدورة الثانية والخمسون لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تبدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا.
- وصول دفعة جديدة من المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة لمنكوبي الزلازل المدمرة، إلى ميناء مدينة مرسين.
الشأن الداخلي:
بات الزلزال المدمر هو الملف الأبرز والأهم في الخطابات السياسية لدى الحكومة والمعارضة، وخاصة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، فهناك حالة استقطاب عميق في البلاد بين الحزب الحاكم والمعارضة، وتحديدا حزب الشعب الجمهوري بعد أن حمل زعيم الحزب كليتشدار أوغلو الرئيس أردوغان وحكومته كامل المسؤولية عما حدث وأعلن مقاطعة الرئاسة والحكومة.
تواصل الحكومة التركية عملها في تضميد جراج منكوبي الزلزال المدمر وتسخير كافة الإمكانايات المتاحة لصالح مناطق الزلزال وسكانها، تحت إشراف غرفة عمليات القيادة العليا في الدولة التركية التي يرأسها الطيب أردوغان، من أعمال إغاثة ورفع الأنقاض وجسور إغاثة وطواقم إسعافية طبية وتقديم العون الفوري للمتضررين من رعاية طبية ومواد غذائية، وتأمين أماكن إيواء مؤقتة لهم.
كما بدأت السلطات الحكومية في إعداد الخطط لإعادة إعمار المناطق المنكوبة وتأهيلها للسكن، وخطط التعويض والدعم المادي للمواطنين المتضررين مستفيدة من التجربة الناجحة في إعادة إعمار ولاية وان بعد زلزال 2011 وولاية إيلازيغ التي ضربها الزلزال عام 2020.
كما شرعت وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي في إعداد خطة إعادة الإعمار عبر هيئة الإسكان الجماعي (TOKİ) “توكي” في إطار برنامج “التحول الحضري” المطابق لمعايير الأمن والسلامة ضد الزلازل حتى يتم تشييد مبانٍ أكثر أمانًا للسكان، حيث منازل “توكي” التي بنيت وفق مخططات ومعايير علمية خاصة لمقاومة الزلازل بقيت صامدة أمام شدة الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا في حين انهارت البنايات التي بجانبها. إذ ساهمت وكالة الإسكان الحكومية (توكي) في بناء حوالي مليون منزل مقاوم للزلازل على مدى العقدَين الماضيَين، أي ما يعادل 5% من المباني في تركيا.
طلب الرئيس أردوغان العفو والمسامحة من الشعب التركي حيث اعترف بشكل صريح بحصول قصور في التعامل الأولي مع الأزمة قائلاً: ” نظراً لتأثير الهزات الارتدادية المدمرة والطقس السلبي، لم نتمكن من العمل بالنشاط الذي أردناه في أديامان خلال الأيام القليلة الأولى، لذلك أطلب السماح” وذلك لاحتواء الأجواء السلبية التي تحاول المعارضة فرضها بعد الزلزال وإضفاء المصداقية للوعود التي أطلقها بتعهد إعادة بناء المناطق المتضررة في غضون عام واحد، إذ يشرف الرئيس أردوغان شخصياً على جميع أنشطة الإغاثة والتدخل في مقر هيئة الكوارث والطوارئ “أفاد” في العاصمة أنقرة. فالرئيس أردوغان على دراية تامة أن الكارثة تعتبر محطة مفصلية في تاريخ البلاد.
على صعيد أخر تستمر المعارضة التركية في محاولاتها العمل على توظيف كارثة الزلزال واستغلالها في خدمة مصالحها السياسية بدلاًُ من الدعوة لتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة الارتدادات والتداعيات المحتملة، حيث بدأت منذ الساعات الأولى للكارثة بتوجيه اتهاماتها ضد الحكومة بالتقصير والفشل في إدارة الأزمة التي تسببت في خسائر بشرية ومالية كبيرة، حتى تأخذ المعارضة خطوة استباقية في الماراثون الرئاسي المقبل، حيث تتمحور ادعاءات المعارضة وانتقاداتها حول عدة نقاط رئيسية أبرزها:
- تأخر استجابة الحكومة التركية في أول 48 ساعة حاسمة بما يتعلق بجهود الإنقاذ والإغاثة.
- مركزية الإغاثة وتاخر وحدات الجيش بالالتحاق في خطط الاستجابة الفورية، حيث تمركزت كافة عمليات الإنقاذ والإغاثة في إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”
- سوء التخطيط العمراني وتجاهل قوانين البناء والسماح بممارسات البناء غير القانونية، بالإضافة إلى الفساد في الإدارات المحلية والبلديات وقطاع العقار والمقاولات.
في ملف أخر: أرسلت الهيئة العليا للانتخابات التركية (YSK) وفداً إلى المناطق التي ضربها الزلزال بهدف دراسة إمكانية إجراء الانتخابات بأمان مع أكبر عدد من الناخبين عقب الزلزال الذي أثر بشكل مباشر على 11 ولاية في البلاد.
وحسب وكالة رويترز هناك نية واضحة لدى الرئيس أردوغان في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة في موعدها الأساسي يونيو المقبل، فالصورة التي تحاول أن تصنعها الحكومة والحزب الحاكم هي أن تركيا قوية وقادرة على مواجهة الأزمة وتبعاتها.
ورغم ذلك فإن الحكومة تعمل على استراتيجية معينة بحيث تستطيع أن تتعامل بالشكل الصحيح مع الأزمة التي ستحدثها المعارضة في حال تأجيل موعد الانتخابات من قبل الهيئة العليا للانتخابات التركية.
الشأن الخارجي:
وصل وزير الخارجية المصري إلى مدينة أضنة التركية في زيارة هي الاولى بين البلدين من هذا النوع منذ القطيعة الدبلوماسية عام 2013 لإظهار التضامن مع الشعب التركي عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، تأتي هذه الزيارة تزامناً مع وصول السفينة المصرية الثانية إلى ميناء مرسين تحمل معها المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الزلزال في تركيا.
تعتبر هذه الزيارة خطوة مهمة على خارطة طريق التطبيع واستعادة العلاقات بين البلدين، حيث تصافحا رئيسا البلدين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي أثناء حضور الطرفين حفل افتتاح مونديال قطر 2022، كما تعهد شركات تركية بضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار، إذ تحاول تركيا تطبيع علاقاتها مع دول المنطقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل ومصر وسوريا منذ منتصف 2021 عقب تقييم الوضع الإقليمي في إطار الديناميكيات الإقليمية الجديدة والمتغيرات الدولية.
تبقى القضايا العالقة الثلاثة بين تركيا ومصر (الملف الليبي، وملف تقسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، وملف وضع جماعة الإخوان المسلمين) تحدياً مهماً للطرفين في طريق تطبيع العلاقات الثنائية لكن هناك رغبة واضحة من الطرفين لإنجاح هذا المسار إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أنه سيتم تدشين مسار تشاوري مع تركيا يهدف لاستعادة علاقات البلدين.
في ملف أخر: أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أن المفاوضات بين تركيا والسويد وفنلندا بشأن انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ستعاود في 9 مارس المقبل، بعد أن قررت تركيا إيقاف المفاوضات في نهاية شهر يناير رداً على تظاهرات مناهضة للإسلام وتركيا في ستوكهولم، من بينها حرق المصحف من قبل السياسي اليميني راسموس بالودان قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
تتمسك تركيا بشروطها لقبول انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو التي تتمثل ب:
- تبديد مخاوف تركيا الأمنية بخطوات ملموسة في إطار زمني معين.
- وقف الأنشطة السياسية لمنظمات حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن في البلدين مع إنهاء الدعم المالي لها.
- تسليم قائمة المطلوبين من أعضاء المنظمات المحظورة لدى تركيا.
من غير المرجح أن يتغير هذا الموقف الصارم لتركيا قبل الانتخابات المقبلة، ولكن ربما توفر كارثة الزلزال التي ضربت تركيا مؤخراً فرصة كبيرة للتقدم في المفاوضات، حيث كانت السويد وفنلندا من بين أوائل الدول التي تعهدت بتقديم مساعدات طارئة للمتضررين من الزلزال، فحسب بيان حلف الناتو أنه تم إرسال أكثر من 1400 عنصر من طواقم الإنقاذ جاءت من 30 دولة عضو وحليف للناتو من بينها السويد وفنلندا للمساعدة في الاستجابة العاجلة للكارثة إضافة إلى توفير المأوى المؤقت لنحو 4 آلاف شخص على الأقل من خلال المنازل المتنقلة، فمن الممكن ​​أن يكون للاستجابات الإنسانية من هذا النوع تأثير دبلوماسي كبير.