نشرات مراكز الأبحاث الغربيةتقارير

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الغربية | النصف الأول من مايو 2022

بواسطة
تحميل نسخة PDF

1. إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل: آفاق الانفراج في الشرق الأوسط

نشر مركز ويلسون للدراسات مقالاً أوضح فيه كيف تستحوذ السياسة الواقعية على منطقة الشرق الأوسط المتصدعة، إذ يسعى الأعداء والمنافسين القدامى للتعامل مع الظروف الدولية المتغيرة و إيجاد طرق للتكيف بدلاً من مواجهة بعضهم البعض.

وقد  توضحت معالم التوجهات الجديدة بالاجتماع الخامس بين كبار مسؤولي السعودية و ايران، و اللقاء الوشيك المرتقب بين وزيري خارجية البلدين، و استضافة إسرائيل أول اجتماع لوزراء خارجية أربع دول عربية على أراضيها في شهر آذار، و زيارة الرئيس أردوغان إلى أبو ظبي، و استقباله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ  في أول زيارة من نوعها لتركيا منذ 14 عامًا.

و جاءت الخطوة الأخيرة في إعادة تشكيل النظام السياسي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بزيارة أردوغان إلى السعودية بعد سنوات من العلاقات المتوترة للغاية بين البلدين.

ويرى الكاتب أن سبب التغيّر في إعادة التفكير هو الابتعاد الأمريكي عن الشرق الأوسط والتركيز على التحديات من روسيا ومن الصين، كما يشير إلى أن العودة إلى الاتفاق النووي سيساعد أمريكا على الابتعاد عن الشرق الأوسط، الأمر الذي سيشجّع الدول الأربعة الرئيسية على مواصلة السعي للتوصل إلى تسوية سلمية مؤقتة.

 أما في حال فشل الاتفاق و شروع إيران في بناء قنبلة نووية فمن المحتمل أن يكون الانفراج الناشئ اليوم هو الضحية الأولى مع تسابق السعودية وإيران إلى التسلح النووي و تصاعد خطورة عمل عسكري من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو كليهما، ضد المنشآت النووية الإيرانية.

2. تجاوز عقبات المصالحة التركية الإسرائيلية

تناول مقال نشره المعهد الدولي البريطاني للدراسات الاستراتيجية (IISS) بعض ما سماه “المظالم طويلة الأمد” والتي من الممكن أن تؤدي إلى تعقيد وتيرة التقدم بعد التقارب الأخير بين تركيا وإسرائيل.

و تتمثل العقبة الأولى فيما يتعلق بموارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، فمن جهتها تتخذ تركيا موقفاً حازماً من أجل سيادتها في المتوسط،  الأمر الذي يثير مخاوف اسرائيل من ظهور هلال تركي- من شمال سوريا إلى جمهورية شمال قبرص التركية و ليبيا –  و الذي من شأنه أن يهدد مصالح إسرائيل وأمنها البحري. 

ووفقًا لغابرييل ميتشل، السياسي في معهد ميتفيم ، لا يوجد في الوقت الحالي “اهتمام كبير بالتعاون في مجال الطاقة مع تركيا” من الجانب الإسرائيلي، ويرجع ذلك أساسًا إلى انعدام الثقة بين البلدين الجارين.

و لبناء الثقة المتبادلة ، يمكن اتخاذ خطوات مشتركة في المجالات السياسية أولاً، مثل التقنيات المتجددة وتغير المناخ وتوسيع التجارة القائمة وزيادة المشاركة الثقافية.

وتعتبر قضية حركة حماس والفلسطينيين عقبة رئيسية أخرى في طريق المصالحة. لطالما اعترضت إسرائيل على دعم تركيا لأعضاء حماس ومكاتبها العاملة داخل البلاد، ففي الواقع لا تريد أنقرة التخلي عن مطالبتها بالحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد ابتعاد العديد من الحكومات العربية بحدّة عن القضية الفلسطينية.

و إن قدّر للعلاقات بين البلدين أن تتحول جذرياً،  فلابد أن تخضع علاقات تركيا مع حماس لتدقيق أكبر، إذ تعتبر إسرائيل أن تعطيل العملية الدبلوماسية  قد يعود لسابق عهده مع أي تصعيد أو استفزاز على الجبهة الفلسطينية.  

على صعيد آخر، تعتبر مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا نقطة مهمة للتلاقي بين الطرفين. إذ ترغب كل من تركيا و إسرائيل في الحد من نفوذ إيران والوكلاء الموالين لها و العاملين في سوريا. علاوة على ذلك، فإن ما يمكن أن تحققه تركيا وإسرائيل في سوريا لا يزال يعتمد بشكل كبير على أولويات روسيا هناك. حيث ستكون كل من أنقرة وتل أبيب أكثر ارتياحاً للوجود الروسي المستمر في سوريا – على الرغم من الحرب في أوكرانيا – على الوجود الإيراني.

3. لعبة بوتين الطويلة في أوكرانيا: منظور الكرملين

نقل مركز مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR) منظور الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه الوضع الراهن.

وكشف، نيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن التابع لبوتين، والذي يعتبره الكثيرون أكثر مستشاريه نفوذاً، خيارات موسكو في مقابلة مع المنفذ الإخباري الحكومي الرئيسي روسيسكايا غازيتا.

 لم يكن لدى باتروشيف الكثير ليقوله عن الحرب نفسها- بخلاف توقع “تفكك أوكرانيا إلى عدة دول”-  لكنه قدم صورة واضحة للعالم بعد 9 آيار/مايو، من وجهة نظر الكرملين.

بغض النظر عن مجريات الحرب، تفترض الدائرة المقربة من بوتين عدم التهاون في المواجهة الأوسع بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

ويرى باتروشيف أن الحكومات الغربية ستستمر في السعي إلى “إذلال روسيا وتدميرها” وأن التهديد سوف يتزايد متوقعاً “إحياء الأفكار النازية في أوروبا” جزئياً نتيجة وصول العديد من اللاجئين الأوكرانيين في إشارة أن هؤلاء “المتطرفون” قد وجدوا بالفعل لغة مشتركة مع المعجبين الأوروبيين بهتلر.

وادعى باتروشيف بأن الغرب في حالة تدهور حاد نتيجة تفشي النزعة الاستهلاكية والفردية التي تعمل على تقويض مؤسسات الدولة في أوروبا، وبحسب رأيه فأن بمثل هذه العقيدة، لن يكون هناك أي مستقبل لأوروبا والحضارة الأوروبية. وبالمثل، أصر المستشار على أن “الإمبراطورية الأمريكية العالمية في حالة عذاب” ما يجعل روسيا تعمل أكثر لأن الولايات المتحدة تحاول حل مشاكلها “على حساب بقية العالم”.

ويرى باتروشيف أن الطريقة الأفضل لمواجهة العقوبات والإجراءات الغربية ضد روسيا هي إيجاد ضوابط داخلية جديدة مصممة لعزلها عن الاتصالات والتأثيرات الخارجية على النمط السوفيتي للاكتفاء الذاتي الوطني والذي سيبدأ بالتوجه إلى الأسواق في آسيا و إفريقيا وأمريكا اللاتينية والابتعاد عن الأسواق الأوروبية.

و يضيف المستشار أن روسيا تسعى للقضاء على الاعتماد على الشركاء الأجانب بوضع نموذج يستبدل البضائع المستوردة بسلع منتجة محليًا.

كما يؤكد باتروشيف الحاجة إلى تعديلات سياسية، إذ يتطلب استبدال الواردات أن “يتبع الجميع تعليمات رئيس الدولة”. و يضيف أن وجود نظام نقدي جديد يعد ضرورةً ملحة لحماية قيمة الروبل وتجنب كارثة التخلف عن السداد.

و يختتم باتروشيف مقابلته بالقول أن ما تحتاجه روسيا هو نظام ينتج “تقدماً علمياً و مواطنين مطيعين” يفهمون منذ الطفولة المبكرة ما تعيشه روسيا و تعمل من أجله كشعب واحد دون الإفراط في النزعة الفردية أو الاتصال بالعالم الخارجي أو الاعتماد على الاتصال الرقمي الذي يمكن ان يكون مصدراً لمعلومات مضللة حسب رأيه.

4. هل تحاول السعودية سراً مساعدة مستهلكي النفط في أوروبا؟

ناقش مقال نشره موقع فوربس بالتعاون مع معهد بيكر للدراسات فيما إذا كان السعوديون “يلعبون اللعبة بأسلوبهم الخاص” مع تبني الثبات في سياستهم النفطية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. 

و على الرغم من تحديد المملكة أسعار صادراتها من النفط الخام شهرياً،  يعزو المقال هذه اللعبة في الخفاء الى عدم إعلان شركة أرامكو السعودية الحكومية لقراراتها المتعلقة بالتسعير- تُعرف لاحقاً عن طريق المشتري-  ووضعها تفاضلاً لكل درجة من الخام و الذي يتناسب مع المعيار الإقليمي للخام في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

تتابع منظمة التسويق العالمية التابعة لأرامكو السعودية – التي لها مكاتب في المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم – تطورات أسواق النفط الإقليمية عن كثب ما يسمح لها بضبط الفروق بناءً على التحولات الإقليمية الدقيقة في أساسيات السوق. على سبيل المثال، إذا احتاجت آسيا إلى المزيد من وقود الديزل، فقد تقوم أرامكو بتسعير الخامات التي تنتج حصة أعلى من الديزل لتوجيهها نحو الأسواق الآسيوية، مما يسمح لأرامكو بمضاعفة إيراداتها من مبيعات النفط ضمن إطار السياسة الذي وضعها وزير الطاقة.

و توضح أسعار أرامكو الإقليمية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا صورة قد تتعارض مع الموقف العام للمملكة، إذ تعكس عمليات التسليم في شهري مارس وأبريل ارتفاعاً في أسعار المبيعات السعودية في آسيا إلى مستويات قياسية لكن هذا لا يعني تزايد الطلب في المنطقة بالنظر إلى الصين المتأثرة بتجدد الجائحة والهند التي تستورد الخام من روسيا.

في ظل هذه الظروف، يجب أن تؤدي السياسة التسويقية المتمثلة في الحفاظ على المبيعات في سوق آسيوي إقليمي ضعيف إلى خفض المملكة لفروقها الإقليمية مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة.  فلماذا تزداد الفروق الآسيوية بهذه السرعة مقارنةً بفوارق أحواض المحيط الأطلسي؟  الإجابة تكمن في سياسة أرامكو للتسعير و التي تنقل النفط الخام من سوق إلى آخر حسب توجيهات صناع القرار السعوديين.

و بعبارة آخرى، قد تشير الفوارق الأخيرة إلى نية توجيه النفط الخام إلى أوروبا بهدوء لتحل محل الإمدادات الروسية في ظل الرفض المتزايد للشركات الأوروبية لشراء النفط الروسي- دون الانحياز علنًا لأي طرف في نزاع يضم شريكًا مهمًا في أوبك +.

5. الانتخابات الرئاسية الفرنسية

سلط تقرير المعهد الدولي البريطاني للدراسات الاستراتيجية (IISS) الضوء على فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولاية ثانية في جولة الإعادة في 24 أبريل، متغلبًا على منافسته مارين لوبان بفارق 17 نقطة. 

ومن العلامات الفارقة، أن لوبان تحصلت على أعلى عدد من الأصوات على الإطلاق لمرشح رئاسي يميني متطرف، مما يوضح استمرار السياسة الفرنسية في الانقسام حول التطرف.

 بدوره سيسعى ماكرون “الجريء” إلى إطلاق مبادرات جديدة في السياسة الداخلية ومضاعفة جهوده الدبلوماسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، كما أنه سيتبع أجندة سياسية طموحة في الاتحاد الأوروبي تركز على بناء قاعدة اقتصادية محلية أكثر قوة و تقليل الاعتماد على الطاقة و تحسين القدرات الدفاعية الأوروبية.

وقد قوبلت عودة ماكرون إلى قصر الإليزيه بارتياح كبير من قبل حلفاء فرنسا وشركائها، لا سيما من جانب حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.

6. العراق: بغداد تشرع في تنفيذ حكم المحكمة بشأن إنتاج النفط والغاز الكردي

جاء في تقرير نشره مركز ستراتفور للدراسات أن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أبلغ قادة شركة النفط الوطنية العراقية أن الحكومة الفيدرالية فشلت في التوصل إلى اتفاق (للسيطرة على التحكم في) إنتاج النفط والغاز الطبيعي لحكومة إقليم كردستان، وفق ما أوردته بلومبيرج في 7 مايو.

و تكمن المشكلة بأن بعض إنتاج كردستان يقع على الحدود المتنازع عليها بين الحكومة العراقية الفيدرالية والإقليمية. و من المحتمل أن تبدأ بغداد في استخدام المزيد من الآليات القانونية لمحاولة تجميد مبيعات النفط الكردي أو السيطرة على الإيرادات بدلا من محاولة  “فرض” السيطرة على الموارد.

و ذكر التقرير أن التوتر المتصاعد بين أربيل وبغداد بشأن قضية النفط سيؤدي إلى زيادة مخاطر القصف أو الهجمات على البنية التحتية النفطية في شمال العراق من قبل مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الميليشيات من جنوب العراق.

7. اليمن والسعودية: السعوديون ينقلون أسرى للحوثيين كجزء من وقف إطلاق النار

نشر مركز ستراتفور للدراسات تقريراً عن وصول طائرة تقل حوالي 100 من السجناء الحوثيين من المملكة العربية السعودية إلى عدن كجزء من وقف شامل للقتال في اليمن، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس في 6 مايو / أيار.

و أوضح التقرير أهمية الحدث بأنه سيعزز الشعور الذي يرسخ وقف إطلاق النار في اليمن لمدة شهرين، والذي شهد انخفاضاً في الضربات الجوية السعودية وهجمات الحوثيين على أراضي المملكة. ومع ذلك، فإن القتال المستمر حول مدينة مأرب وسط اليمن يهدد وقف إطلاق النار، كما أن الرحلات الجوية التجارية إلى العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لم تسترجع بعد على الرغم من اعادة الحكومة الفيدرالية اليمنية والحوثيين فتح المطار و اطلاق سراح عدد من الأسرى الإماراتيين والبريطانيين  لدى الحوثيين في 25 أبريل / نيسان كجزء من بناء الثقة.

  • المصادر:
  1. https://www.wilsoncenter.org/article/iran-saudi-arabia-turkey-and-israel-prospects-detente-middle-east
  2. https://www.iiss.org/blogs/analysis/2022/05/overcoming-hurdles-to-turkish-israeli-reconciliation
  3. https://www.cfr.org/in-brief/putins-long-game-ukraine-kremlin-perspective
  4. https://www.forbes.com/sites/thebakersinstitute/2022/05/04/is-saudi-arabia-quietly-trying-to-help-europes-oil-consumers/?sh=40699658480b
  5. https://www.iiss.org/publications/strategic-comments/2022/frances-presidential-election
  6. https://worldview.stratfor.com/situation-report/iraq-baghdad-start-implementing-court-ruling-over-kurdish-oil-and-gas-production?mc_cid=c16a9d2f5c&mc_eid=d389715a5b
  7. https://worldview.stratfor.com/situation-report/yemen-saudia-arabia-saudis-transfer-prisoners-houthis-part-cease-fire?mc_cid=0b9db2c2c0&mc_eid=d389715a5b

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: