نشرات مراكز الأبحاث الغربيةتقارير

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الغربية | النصف الأول من أغسطس 2022

بواسطة
تحميل نسخة PDF

أردوغان في طهران في محاولة للتغلب على انعدام الثقة بين البلدين

خلال زيارته الأخيرة لطهران، في 19 يوليو، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي بتعاون اقتصادي أوثق. و كرر الجانبان مرة أخرى تعهدهما بزيادة التجارة الثنائية إلى 30 مليار دولار سنوياُ إلى جانب خطط للكشف عن خارطة طريق اقتصادية للتعاون.

وبعد عودته من طهران الشهر الماضي، أعلن أردوغان أن تركيا ستعزز واردات النفط والغاز الطبيعي من إيران. لكن عددا من العقبات – بما في ذلك العقوبات الأمريكية على إيران – تقف في طريقها. ومع ذلك ، فإن العلاقات الاقتصادية الأوثق لديها القدرة على تقليل المنافسة الإقليمية بين إيران وتركيا.

وعلى الرغم من كل هذه النقاط المزعومة ذات الاهتمام المشترك ، فإن فكرة وجود أي دفعة نحو شراكة إيرانية تركية سابقة لأوانها. إذ قُطعت مثل هذه التعهدات عدة مرات من قبل، ولم يتم الوفاء بها، منذ أن تولى أردوغان السلطة في أنقرة عام 2003.

و لا يغفل المراقبون عن العديد من نقاط التوتر وانعدام الثقة بين البلدين. فعلى سبيل المثال، قد تمكّن المزايا الجغرافية الإيرانية الغير مستغلة إلى حد كبير فيما يتعلق بالبنية التحتية للنقل والطاقة الإقليمية من قلب الطاولة ضد الأتراك، خصوصاً إذا تم التوصل إلى حلول وسطية مع  واشنطن ما سيخفف من ضغط العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني.

ولكن في غياب هذا الاتفاق، تضطر طهران إلى الجلوس والأمل في الأفضل بأن لا ترغب روسيا في رؤية تركيا تصبح لاعباً إقليمياً مهيمناً أكثر.

ذلك لأن موسكو لديها أيضاً مصالح فورية في مستقبل شبكات النقل والطاقة التي تتقاطع مع غرب آسيا. وفي حال حدوث هذا الأمر ستتمكن روسيا من التحكم في حسابات السياسة الإيرانية بطرق لا تستطيع الأخيرة السيطرة عليها.

من المرجح أن تستمر طهران وأنقرة في الحديث علناً عن “الأخوة” والتعاون، لكنهما تشرعان بعد ذلك في التنافس ضد بعضهما البعض في مختلف المجالات.

هذه ليست ظاهرة جديدة في حد ذاتها. ومع ذلك، فإن المحاولات الناجحة لعكس مسار العلاقات التجارية سريعة الانكماش بين إيران وتركيا ، والتي دعمت تاريخياً علاقة تنافسية بخلاف ذلك، يمكن أن تكون حافزاً لتقليل ضبط النفس والمزيد من المنافسة العلنية.

على سبيل المثال ، يمكن أن يتشدد موقف تركيا المتسامح إلى حد ما تجاه برنامج طهران النووي. أو قد تصبح المنافسة التركية الإيرانية في سوريا والعراق وأماكن أخرى في الشرق الأوسط أكثر وضوحاً.

أوعلى الأقل، قد تطلب تركيا سعراً أقل للغاز الإيراني إذا وافقت تركيا على تمديد عقد أنابيب الغاز من تبريز إلى أنقرة إلى ما بعد عام 2026.

ختاماً، يمكن لعدد من العوامل المختلفة أن تربط أو تقطع العلاقات المتعددة الأوجه بين البلدين معاً . ولكن الأمر المؤكد هو أن زيارة أردوغان الأخيرة لطهران كانت تهدف إلى إدارة المنافسة الحتمية على المدى القصير.

المصدر: Middle East Institute

بعد أسابيع فقط من رحلته إلى السعودية، إدارة بايدن توافق على صفقات أسلحة بقيمة 5 مليارات دولار إلى دول الخليج

وافقت إدارة بايدن على أكثر من 5 مليارات دولار من صفقات الأسلحة التي سترسل صواريخ اعتراضية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من زيارة الرئيس جو بايدن رفيعة المستوى إلى المملكة العربية السعودية ، حيث التقى بقادة الخليج.

” سيدعم هذا البيع المقترح أهداف السياسة الخارجية وأهداف الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تحسين أمن دولة شريكة تكون قوة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج” ، كما جاء في تصريح وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي، ذراع البنتاغون المشرف على مبيعات الأسلحة الأجنبية ، في بيان حول الصفقة السعودية.

وقالت وزارة الخارجية إن ما يصل إلى 300 صاروخ باتريوت اعتراض من صنع شركة ريثيون تكنولوجيز ستستخدم لتجديد تلك المستخدمة في إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون في اليمن على المملكة، ومن المتوقع أن تصل قيمة الصفقة إلى أكثر من 3 مليارات دولار.

بينما تتضمن صفقة الإمارات العربية المتحدة ما يصل إلى 96 وحدة من نظام الدفاع الميداني عن المناطق المرتفعة THAAD، وقذائف صاروخية، ومحطتي تحكم في الإطلاق، ومحطتي عمليات تكتيكية. و قد تصل قيمة الصفقة إلى أكثر من 2.2 مليار دولار.

ويأتي الإعلان عن كلا الاتفاقين في نفس اليوم الذي تم فيه تمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة شهرين في اليمن التي مزقتها الحرب.

يبدو أن الصفقة تظهر ذوبان الجليد في التوترات بين واشنطن ودولتي الخليج. إذ بعد وقت قصير من توليه منصبه ، جمدت إدارة بايدن مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية لدورها في قتل المدنيين خلال الضربات الجوية في اليمن ودورها في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. لكن الإدارة بدأت في التراجع عن هذا الموقف في عام 2021.

“تعزز هذه الصفقات رسالة الرئيس من رحلته الا وهي ان الولايات المتحدة جادة في ضمان أمن شركائها في المنطقة ،” قال جوش كيرشنر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في شركة Beacon Global Strategies.

المصدر: Defense One

وقف إطلاق النار في غزة

اتفقت إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة  في غزة على وقف إطلاق النار والذي بدا أنه ساري المفعول اعتباراً من صباح الثامن من آب (أغسطس).

ومن المتوقع أن تنهي هذه الخطوة صراعاً استمر لثلاثة أيام وأسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين وتدمير العديد من المباني، إضافة إلى مقتل اثنين من القادة الرئيسيين في حركة الجهاد الإسلامي.

بدأ القتال بعد ظهر يوم الجمعة عندما شنت إسرائيل غارات جوية لإحباط ما قالت إنه هجوم وشيك من غزة. وكشف القتال عن توترات متأججة بين حركة الجهاد الإسلامي، الذي تضرر بشدة من القتال، وحركة حماس التي تدير غزة والتي اختارت البقاء على هامش الصراع.

ورفضت إسرائيل الكشف عن مزيد من التفاصيل حول اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها تلقت تأكيدات من مسؤولين مصريين بأن مصر ستضغط من أجل إطلاق سراح اثنين من أعضائها القياديين، بسام السعدي وخليل عواودة ، المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

و نهجت إسرائيل استراتيجية تقديم تنازلات اقتصادية صغيرة لسكان غزة العاديين والتي تمثلت بمنح  14000 تصريح عمل للمساعدة في تحسين الاقتصاد الفلسطيني. الأمر الذي ساعد في إقناع حماس بالبقاء بعيداً عن هذا الصراع بالذات وساهم بجعل الحملة الإسرائيلية قصيرة الأمد.

و في سياق متصل، أعربت المغرب والإمارات العربية المتحدة – التي أقامتا علاقات رسمية مع إسرائيل في عام 2020- عن قلقهما بشأن العنف لكنهما تجنبتا انتقاد إسرائيل ، بينما أدانت البحرين الضربات الإسرائيلية بشكل مباشر.

المصدر: The New York Times

ما الذي دفع إسرائيل لشن مثل هذا الهجوم المفاجئ على غزة؟

تستهدف إسرائيل قطاع غزة هذه الأيام بشكل أساسي لتحطيم الصورة التي شكلها آلاف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية بأن المقاومة الفلسطينية يمكن أن تكون أملهم الوحيد للتخلص من الاحتلال المستمر منذ عقود.

و يتعلق السبب الثاني بالسياسة الداخلية الإسرائيلية المتمثلة بمخاوف رئيس الوزراء الحالي، يائير لبيد، من شبح نهاية حياته السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة في نوفمبر.

و يعدّ لبيد من الجيل الثالث من السياسيين في إسرائيل الذين صعدوا إلى السلطة بفعل الخلافات الحزبية ولا يمتلك أي تاريخ في الجيش الإسرائيلي ولا في المخابرات، الأمر الذي يعد ذا اهمية كبيرة في الدائرة السياسية الإسرائيلية.

عقدة النقص هذه، أجبرت عشرات الفلسطينيين، بمن فيهم مدنيون أبرياء، إلى دفع ثمن باهظ للغاية، وقد يدفع هو نفسه ثمناً باهظاً لأن المواطنين الإسرائيليين الذين تم اقتيادهم إلى الملاجئ تحت الأرض يسألون عن أسباب هذه العملية المفاجئة.

و على الصعيد الدولي، ترسل إسرائيل من خلال هذه العملية رسالة إقليمية لإيران مفادها أنها تستطيع تحييد أسلحتها في المنطقة.  باعتبار أن إسرائيل تنظر إلى حركة الجهاد الإسلامي على أنها ليست سوى ذراع إيراني في فلسطين وهو ما نفته الجماعة بشدة، بينما كانت إيران تستقبل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة في التوقيت الدقيق للهجوم.

ناهيك عن أن إسرائيل من خلال مهاجمتها مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي فقط كانت تسعى لإظهار المقاومة الفلسطينية كجبهة متشرذمة ، لكن هذا ما دحضه بشدة قادة الجناح العسكري لحركة حماس الذين أكدوا أنهم يديرون المواجهة ضد إسرائيل معاً.

و الجدير بالذكر أنه لا إسرائيل ولا المقاومة الفلسطينية يتطلعان إلى تصعيد طويل. لكن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بقصف منازل ومنشآت مدنية، ما قد يؤدي إلى التصعيد إلى مستوى غير متوقع.

المصدر: MENA Affairs

مقامرة الصدر: هل ستكون لحظة حاسمة للعراق؟

وصلت الأزمة السياسية العراقية إلى ذروة جديدة. منذ 30 تموز / يوليو ، يُحتجز البرلمان كرهينة من قبل أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وخلال اعتصامهم  داخل المنطقة الخضراء في بغداد، دعا المتظاهرون المؤيدون للصدر إلى حل البرلمان (الذي اقتحموه قبل ثلاثة أيام) وإجراء انتخابات جديدة وإصلاحات.

و بعد شهور من الشلل السياسي، في يونيو من هذا العام، أمر الصدر نوابه بالخروج من المجلس التشريعي، تاركاً “الإطار التنسيقي” لتشكيل الحكومة. ومع خطوته الأخيرة، فإنه يميل بشكل أكبر للانتقال السياسي في البلاد نحو منطقة مجهولة.

و رداً على تصرفات الصدريين في البرلمان، نظم المنافسون الشيعة ضمن الإطار التنسيقي مظاهرات مضادة، مما زاد من احتمالية تصاعد التوترات في بغداد. وعلى الرغم من بعض المؤشرات المبدئية على وقف التصعيد (مثل دعوة الصدر لأتباعه إلى الانسحاب من مبنى البرلمان، ولكن ليس المنطقة المحيطة)، لا يزال الخصوم في الشوارع بعيدين عن حل الاحتجاجات .

إلى جانب الخصومات الشيعية، امتنعت معظم الأحزاب العراقية (السنية والكردية)، وكذلك الوحدات شبه العسكرية التابعة لقوات الحشد الشعبي، عن الانحياز إلى أي طرف، واكتفت بالدعوة إلى عودة الحوار.

المهمة مستحيلة: مقتدى يهدف للوصول إلى  قمة الجبل (الشيعي)

الهدف النهائي لمقتدى الصدر هو الاعتراف به باعتباره أقوى زعيم شيعي في العراق  وقد سعى بطرق مختلفة لتحقيق ذلك. أولها، محاولته تشكيل حكومة أغلبية مع تهميش منافسه نوري المالكي في المعارضة.

 وبعد أن فشل في تحقيق ذلك، تحول إلى سياسة الاحتجاج لتهديد فترة النظام السياسي بأكملها ، معتمداً على الغضب العام لدفع حركته إلى الأمام، وإعادة اكتشاف نفسه كرجل من الشعب بدلاً من كونه سياسياً متواطئاً في الفساد ذاته الذي يفترضه ويسعى لاجتثاث جذوره.

لقد وضع الصدر العراق في موقف خطير وغير مستقر حيث يكون السيناريو الأسوأ هو حرب أهلية بين الشيعة ، وأفضل سيناريو هو حكومة مبنية على تنازلات للتيار الصدري. و في كلتا الحالتين، فان العراق على حافة خطيرة.

إذا بكت بغداد، فإن طهران لا تضحك

تشكل الأزمة السياسية الجارية داخل العراق تحديات كبيرة لمصالح إيران. فمن ناحية ، تشعر طهران بالقلق من أن المواجهة المتزايدة بين الصدريين والإطار التنسيقي الشيعي قد تتحول إلى صراع بين الشيعة في العراق.

وهذا يتعارض مع رغبة الجمهورية الإسلامية طويلة الأمد في تعزيز كتلة شيعية موحدة في العراق كجزء نشط من “محور المقاومة”.

من ناحية أخرى، قد تؤدي هذه التطورات الأخيرة إلى زيادة قوة ونفوذ الفصائل السنية والكردية في العراق. وهذا بدوره سيوفر فرصة لخصوم إيران الإقليميين، وخاصة تركيا والمملكة العربية السعودية، لتوسيع نفوذهم على حساب طهران.

حالياً، يعتمد نهج إيران على محاولة الحفاظ على تماسك التحالف ومنع تفككه. و في الوقت نفسه، يدرك القادة الإيرانيون أن أي تدخل مباشر في الأزمة لن يؤدي إلا إلى زيادة المشاعر المعادية لإيران، مما يزيد الوضع تعقيداً.

المصدر: Italian Institute for International Political Studies

التحالف التركي الروسي يمكن أن يعزز الطلب على الليرة

يتوقع مركز فيتش سوليوشنز أن العلاقات الاقتصادية الأعمق بين روسيا وتركيا ستساعد إلى حد ما على استقرار الليرة التركية على المدى المتوسط.

على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاقيات رسمية على ما يبدو، فقد تم الإعلان عن العديد من الالتزامات. على سبيل المثال ، أخبر الرئيس أردوغان وسائل الإعلام أن تركيا ستدفع ثمن الغاز الروسي جزئياً باستخدام الليرة وجزئياً بالروبل الروسي.

والجدير بالذكر أن الاجتماع كان له تأثير محدود على الليرة التركية ( انظر الرسم البياني أدناه) – لا شك أنه قد يكون إيجابياً على المدى الطويل للوحدة إذا زاد الطلب على الأصناف التركية من روسيا.

ومن المتوقع حالياً أن تنتهي الليرة التركية العام عند 18.80 ليرة تركية / دولار أمريكي من 17.96 ليرة تركية/ دولار أمريكي حالياً.

حتى إذا مضى أردوغان قدما في نيته المعلنة لتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا ، يعتقد مركز فيتش سوليوشنز أنه من غير المرجح أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا.

و تعامل مسؤولو الاتحاد الأوروبي بحذر مع نوايا الرئيس التركي، إذ صرحوا للفاينانشيال تايمز أنه إذا استمر أردوغان في الصفقة، فيجب على الاتحاد الأوروبي أن يفكر في فرض عقوبات ثانوية على تركيا؛ وأشار آخرون إلى أن مثل هذه الخطوة ستكون صعبة نظراً لأن تركيا ليست الدولة الرئيسية الوحيدة التي أبرمت مثل هذه الصفقات مع روسيا.

بدورها، رفضت تركيا التمسك بالعقوبات المفروضة على روسيا واعتبرت أنه، نظراً لموقعها الاستراتيجي في الصراع ، فإن البلاد في وضع جيد للعمل كحكم، وبالتالي يجب أن تظل محايدة.

 الأمر الذي بدا جلياً عندما لعب أردوغان دوراً مهماً في تأمين صفقة الحبوب بين أوكرانيا وروسيا تسمح لأوكرانيا بشحن القمح من الموانئ المحاصرة في مناطقها الجنوبية.

في الوقت نفسه، يتمتع الاتحاد الأوروبي بقدرة تفاوضية محدودة مع تركيا. على الرغم من أن الكتلة عارضت منذ فترة طويلة قرارات السياسة الخارجية للبلاد، فإن نفوذ تركيا مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسيطرة على تدفقات اللاجئين يتطلب من الكتلة الاحتفاظ بعلاقات عمل جيدة مع تركيا.

بالنسبة لتركيا ، هناك حوافز اقتصادية واضحة لتعميق الروابط مع روسيا. وسيساعد اعتماد ما يسمى ببطاقات Mir – المعادلة الروسية لبطاقات Visa و Mastercard – في حماية الشركات السياحية التي طالما كانت تعتمد على الرعاية الروسية.

 علاوة على ذلك، تستورد تركيا 25.0٪ من احتياجاتها النفطية و 45.0٪ من احتياجاتها من الغاز من روسيا- بينما لم يتم إعطاء أي مؤشر على ما إذا كانت روسيا ستبيع تركيا طاقتها بسعر مخفض (قامت الهند والصين بتأمين مثل هذه التخفيضات في الأسعار).

 و سيساعد الدفع بالليرة تركيا على الحفاظ على احتياطياتها المتضائلة بسرعة (61.1 مليار دولار أمريكي اعتباراً من يوليو لتغطية استيراد لمدة شهرين).

إضافة لذلك، من المقرر أن ترتفع الصادرات التركية إلى روسيا أيضاً نظراً لأن البلاد يمكن أن تسد العجز في الإلكترونيات الاستهلاكية وأجزاء المكونات الإلكترونية ، والذي يظهر في روسيا مع فرض العقوبات الغربية عليها.

قد يوفر هذا أيضاً دعماً لليرة التركية حيث يمكن أن يتقلص عجز الحساب الجاري للبلاد- إذ من المتوقع حالياً أن يتوسع عجز الحساب الجاري لتركيا إلى 6.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 من 1.8٪ في عام 2021.

و يتوقع المركز استمرار المحادثات رفيعة المستوى بين تركيا وروسيا خلال الأشهر المقبلة. فمن وجهة نظر روسيا، سيكون تعزيز العلاقات مع تركيا على الرغم من حربها مع أوكرانيا بمثابة فوز كبير في السياسة الخارجية.

 لن يستفيد الاقتصاد الروسي فقط من الوصول إلى السلع الاستهلاكية والتصنيعية الرخيصة، ولكن العلاقات الروسية التركية الأوثق ستقلق المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا.

ومن المحتمل أن تعمل روسيا على إقناع تركيا بإيقاف شحناتها من الطائرات العسكرية المسيرة للجيش الأوكراني مقابل الطاقة والمواد الخام الرخيصة.

المصدر: Future Solutions

 أوروبا تحتاج إلى بذل كل الجهود لتنويع مصادر الطاقة لديها

اتخذت بروكسل وبرلين بعض الخيارات الغير حكيمة فيما يتعلق بالطاقة – خيارات جعلت أوروبا  تعتمد بشكل متزايد  على الغاز الروسي. وقد كان الكرملين قادراً على استخدام هذا الاعتماد للضغط على الدول بشكل فردي- وأحياناً على الاتحاد الأوروبي ككل – لتتماشى مع مشاريع التنمية وخنق اعتراضاتها على السياسات الضارة التي تفيد روسيا.

غيّر غزو فلاديمير بوتين الوحشي لأوكرانيا كل ذلك إذ تتخذ الدول الأوروبية الآن إجراءات  لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية. على سبيل المثال، وقعت المفوضية الأوروبية اتفاقية تسمح لإسرائيل بزيادة شحنات الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي عبر مصر.

ووافقت روما من جانبها مؤخراً على زيادة تعاونها مع الجزائر في مجال الطاقة، ما يجعل الجزائر المورد الرئيسي للغاز الى إيطاليا.

لم تقف باريس مكتوفة الأيدي ووقعت شراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز إنتاج الطاقة النووية والهيدروجين.

و في مايو الماضي ، توصلت ألمانيا إلى اتفاق مع قطر بشأن  الغاز الطبيعي المسال. بينما وقعت المملكة العربية السعودية عدة اتفاقيات مع اليونان في عدد من القطاعات، بما في ذلك الطاقة.

و وقع الاتحاد الأوروبي مؤخراً صفقة للحصول على الغاز الطبيعي عبر ممر الغاز الجنوبي، وهو سلسلة من خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عبر جورجيا وتركيا.

إليكم الأخبار السيئة: هذا لا يكفي لتلبية احتياجات الطاقة في أوروبا. علاوة على ذلك ، فإن فكرة أن هذه الصفقات يمكن أن تكون بمثابة تدابير مؤقتة لتدعيم الانتقال إلى قارة تعمل بالطاقة الخضراء فكرة خيالية.

من المحتمل ألا تنتج مصادر الطاقة المتجددة ما يكفي لمواكبة احتياجات أوروبا المستقبلية من الطاقة. وإذا استمرت أوروبا في محاولة التخلص من الوقود الكربوني، فلن يستثمر أحد في المزيد من البنية التحتية للغاز والنفط. لماذا يجب عليهم ، إذا كانت تلك الأصول ستُجبر على الإغلاق في غضون سنوات قليلة، مع عدم وجود فرصة لاسترداد استثماراتهم؟

هناك حقيقة قاسية أخرى أيضاً: تنويع موردي الطاقة الأجانب لا يقضي على المخاطر الجيوسياسية – باعتبار أن بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا التي سلف ذكرها، لها علاقات وثيقة مع موسكو.

بالتالي، يجب على الولايات المتحدة والدول الأوروبية ، مثل إيطاليا وألمانيا، تبني سياسات طاقة أكثر عملية وفعالية. وسيشمل ذلك زيادة الاستكشاف المحلي وتطوير أنواع الوقود المعتمدة على الكربون وفتح وإعادة فتح محطات الطاقة النووية .

 و يجب على البيت الأبيض أن يضغط من أجل تعزيز الجناح الجنوبي لحلف الناتو. ستحتاج أوروبا إلى الحصول على وقود إضافي من إفريقيا (بما في ذلك ليبيا) وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى. 

فمن المنطقي أن يكون لديك جانب أكثر أماناً وقابلية للدفاع عن ممرات الطاقة هذه، كما سيكون بمثابة أداة رقابة على روسيا، التي كان نفوذها في الجزء الشرقي من ليبيا مزعزعاً بشدة للاستقرار.

المصدر: The Heritage Foundation

اليمن في طريقه إلى صراع “متجمّد”

وافقت الأطراف المتحاربة في اليمن على تمديد آخر لوقف إطلاق النار المستمر منذ أربعة أشهر، مما فتح الباب، بشكل طفيف للغاية، لإمكانية تجميد الصراع المستمر منذ سبع سنوات في البلد الذي مزقته الحرب.

و من غير المرجح أن تتغير العوامل التي تجبر الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين على الاستمرار في إطالة أمد الهدنة  في أي وقت قريب  مع استمرار تراجع الدعم الأجنبي والوقود وانعدام الأمن الغذائي ، وعدم وجود طريقة واضحة لأي من الجانبين لتحقيق أهدافهما العسكرية.

 ولكن حتى لو أدى ذلك إلى فترة مستدامة من القتال المنخفض، فإن السلام الحقيقي والدائم في اليمن – رغم أنه ليس مستحيلاً – يظل بعيد الاحتمال. وذلك لأن الحرب اليمنية المجمدة قد تشبه على الأرجح الصراعات غير المستقرة في غزة وسوريا ، حيث تتناوب فترات العنف مع مساحات طويلة من الهدوء النسبي.

و في حال أصبح وقف إطلاق النار الحالي ذريعة لقوى مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة التي تحاول بالفعل مغادرة اليمن لفك الارتباط قبل التوصل إلى اتفاق سلام، قد تؤدي المعارك المستقبلية إلى انتصارات للحوثيين من خلال ترك الحكومة اليمنية بدعم أقل.

 و قد تجعل مثل هذه الانتصارات المجموعة المتمردة مسؤولة ليس فقط عن مدن إستراتيجية مثل مأرب وتعز، بل ربما تدفع جنوباً نحو عدن. وهذا من شأنه أن يضعف – وربما بشكل قاتل- الحكومة اليمنية الهشة، ويسمح للمتطرفين الراديكاليين بمساحة للتجنيد والتنظيم في حالة عدم الاستقرار التي ستتبع ذلك.

و إذا بدا أن الحوثيين يسيطرون على ساحة المعركة، فقد تضطر القوى التي سعت إلى تخليص نفسها من الحرب – أي السعوديين والأمريكيين – إلى استعادة السيطرة على الجبهات، مما يترك اليمن في دائرة أخرى من العنف والتكاليف الإنسانية المدمرة.

المصدر: RANE Startfor

الحكومة الكويتية الجديدة وحل البرلمان

أفادت وكالة الأنباء الرسمية، الثلاثاء  أن الحكومة الجديدة للكويت، التي سيقودها رئيس الوزراء أحمد نواف الأحمد، أدت اليمين الدستورية.

وذكرت الإذاعة أن الحفل الذي أقيم في قصر بيان في العاصمة الكويتية وحضره مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى ترأسه ولي العهد الأمير مشعل الصباح.

وقع حاكم البلاد، الإثنين، على إعلان ملكي بتشكيل حكومة جديدة تتألف من 12 وزيراً. وتقرر الإبقاء على محمد الفارس وزيراً للنفط وعبد الوهاب الرشيد وزيرا للمالية والشيخ احمد ناصر المحمد الصباح وزيراً للخارجية في الإدارة الجديدة.

و في وقت لاحق من اليوم، ذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن أمير الكويت حل البرلمان. وجاء في مرسوم صادر عن ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح: “لتصحيح المشهد السياسي، وعدم الانسجام والتعاون … والسلوك الذي ينال من الوحدة الوطنية، كان لا بد من اللجوء إلى الشعب … لتصحيح المسار. . “

وأشار المرسوم أن الانتخابات ستجرى في غضون شهرين لانتخاب برلمان جديد.

المصدر: MENA Affairs

المصادر:

  1. https://www.mei.edu/publications/erdogan-tehran-turkey-and-iran-have-plenty-mistrust-overcome
  2. https://www.defenseone.com/business/2022/08/just-weeks-after-saudi-trip-biden-administration-greenlights-5b-arms-gulf-nations/375298/
  3. https://www.nytimes.com/2022/08/07/world/middleeast/israel-palestinians-cease-fire-jihad.html
  4. https://menaaffairs.com/what-prompted-israel-to-launch-such-an-abrupt-onslaught-on-gaza/
  5. https://www.ispionline.it/en/pubblicazione/sadrist-gamble-make-or-break-moment-iraq-35944 
  6. https://www.fitchsolutions.com/country-risk/turkey-russia-alliance-could-boost-demand-lira-09-08-2022?ite=818269&ito=3279&itq=4d9cfcb9-1f7d-4080-8223-609f6f9a7142&itx%5Bidio%5D=119153572?fSWebArticleValidation=true&mkt_tok=NzMyLUNLSC03NjcAAAGGO_bSHXsh-z3Rsky4ABTlhOvxCwIC8Yx5yXqlVJzBX2B8LHPpcDrBGhP1cG_pq2GsxBOPRJ5x_DZEeTU9U_UuKp2bvUGQu9pncu2PNl4ggtv0Qwt2yw
  7. https://www.heritage.org/coal-oil-natural-gas/commentary/europe-needs-go-all-diversifying-oil-and-gas
  8. https://worldview.stratfor.com/article/yemens-path-frozen-conflict
  9. https://menaaffairs.com/new-12-member-kuwaiti-government-sworn-in-parliament-dissolved/

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: