تقارير

تركيا بعيون إسرائيلية | ديسمبر 2021

بواسطة
تحميل نسخة PDF

أهم التطورات في شهر ديسمبر

24 نوفمبر 2021: لقاء أردوغان وبن زايد

أجرى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان زيارة إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان. وقد أجرى الطرفان محادثات ثنائية بعد حفل الاستقبال الرسمي، لتقام بعد ذلك مراسم توقيع اتفاقيات التعاون بين البلدين. لقد تم توقيع عشر اتفاقيات بين تركيا والإمارات. وصرح رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي التنموية القابضة محمد حسن السويدي في حديثه بعد حفل التوقيع، أن الإمارات العربية المتحدة خصصت مبلغ 10 مليارات دولار للاستثمار في تركيا.

9 ديسمبر 2021: تصريح أردوغان حول العلاقات التركية الإسرائيلية

قال الرئيس رجب طيب أردوغان “لماذا لا، يمكن أن نقوم بذلك فيما يتعلق بإسرائيل أيضا” وذلك ردا على سؤال وجهه إليه أحدهم في مؤتمر صحفي أثناء زيارته لقطر، حول ما إذا كان من الممكن فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إسرائيل ومصر أيضا كما تم مع الإمارات العربية المتحدة. كما قال أردوغان فيما يتعلق بإعادة تعيين سفراء بشكل متبادل بين البلدين: “كل هذا ممكن. الجانب الإسرائيلي يعرف بالفعل خطوطنا الحمراء ونحن نعلم أيضا الخطوط الحمراء للجانب الإسرائيلي. لذلك، يمكننا أن نحل المشاكل بوضع هذه الخطوط في الاعتبار”. وكان الرئيس أردوغان قد أدلى بتصريحات مماثلة في 29 نوفمبر الماضي، حيث أعطى رسائل مفادها أنه يمكن تحسين العلاقات مع إسرائيل ومصر.

23 ديسمبر 2021: أردوغان يستقبل المجتمع اليهودي في تركيا وأعضاء اتحاد حاخامات الدول الإسلامية

استقبل الرئيس رجب طيب أردوغان أعضاء الجالية اليهودية التركية واتحاد حاخامات الدول الإسلامية. وفي كلمته أمام الضيوف، شدد أردوغان على أن العلاقات التركية الإسرائيلية مهمة جدا لأمن المنطقة واستقرارها، وأكد أنه يولي أهمية كبيرة لاستئناف عملية الحوار مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت والرئيس هرتسوغ. كما أعرب أردوغان عن اعتقاده بإمكانية إيجاد حل يمكن من خلاله مراعاة مقدسات والخطوط الحمراء لجميع المجموعات الدينية في القدس. وقد حظيت زيارة الحاخامات هذه بتغطية واسعة في الصحافة الإسرائيلية، ولقيت الاستحسان والترحيب في الإعلام.

28 ديسمبر 2021: الزوجين اللذين ألقي القبض عليهم في تركيا سيتولون أدوارا في فيلم دعائي

سيتولى الزوجان الإسرائيليان أوكنين دورا في فيلم دعائي لأحد شركات التأمين، وقد كان الزوجين قد اعتُقلا في تركيا الشهر الماضي بتهمة التجسس. وبحسب ما تناولته الصحافة، يتمحور سيناريو الإعلان، حول محاولة الممثل الإسرائيلي الشهير ليئور راز إنقاذ الزوجين أوكنين من السجن.

التقارير الإخبارية والمنشورات التي صدرت من الإعلام الإسرائيلي ومراكز البحوث الإسرائيلية بشأن تركيا

نشر مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا مقالا بعنوان “مستقبل تركيا النووي”. وقد تناول المقال الموضوعات التالية:

  • ذكر أن تركيا حافظت على مكانها تحت المظلة الأمنية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لسنوات عديدة وأنها التزمت بالسعي للحد من الانتشار النووي.
  • ذكر أنه فقط سباق التسلح النووي الإقليمي الذي أطلقته إيران أو التوازنات في السياسة الداخلية لتركيا، هما ما يمكنهما أن يغيرا من موقف أنقرة هذا.
  • سلط المقال الضوء على تصريحات أردوغان الأخيرة والتي قال فيها بأن التسلح النووي أصبح ضرورة لتركيا.
  • قدم المقال معلومات حول محطة الطاقة النووية التي يستمر بناؤها في أك كويو، وذكر أن تركيا تعمل مع روسيا لضمان عمل البناء بجودة عالية وتوفير قوى عاملة مؤهلة وذات كفاءة عالية.
  • يرى المقال أن باكستان تعتبر أحد شركاء تركيا المحتملين في مسألة تحقيق قفزة نووية. وفي إشارة إلى أن تركيا تحتل المرتبة الرابعة في قائمة الدول التي تصدر أكبر عدد من الأسلحة لباكستان، ذكر أنه يمكن أن تطلب تركيا نقل التكنولوجيا النووية من باكستان مقابل ذلك.
  • ناقش المقال أيضا الإنجازات والقفزات التي حققتها تركيا مؤخرا في مجال الفضاء.
  • كذلك نقل المقال آراء الأستاذ في الإلهيات (العلوم الإسلامية) خير الدين كارامان حول التسلح النووي، مشيرا إلى أن الحكومة تتبنى موقفا ووجهة نظر إسلامية في هذه المسألة.
  • الشرائح القومية تعتبر التسلح النووي مسألة مهمة لأمن الدولة منذ عهد ألب أرسلان توركيش، وأن الشرائح اليسارية في المقابل، مترددة بهذا الشأن، وأن زعيم حزب الشعب الجمهوري كيليجدار أوغلو ضد مشروع محطة أك كويو منذ البداية. وتكمن مخاوف حزب الشعب الجمهوري في أن تصبح محطة أك كويو قاعدة روسية في المستقبل، بما أنها تقع في منطقة مهمة وتتولى شركة روسية تنفيذ المشروع.
  • أفاد المقال أن شخصيات معارضة أخرى من الحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطي يعارضون المشروع بسبب مشاكل بيئية وأمنية.
  • وكخلاصة أشار المقال إلى أن تركيا ستواصل أنشطتها النووية في حال بقي أردوغان او أحد ممن يسيرون على خطاه، في السلطة، وأن هناك احتمالية لأن تتخلى أنقرة عن أعمال التسلح النووي وتثق في الناتو في حال عادت تركيا لهويتها الكمالية “القديمة” التي تعتبر الولايات المتحدة والغرب حلفاءها الحقيقيين.

نشر موقع ” N12″ الإخباري مقالا بعنوان “هل الأسعار آخذة في الارتفاع في السوق التركية؟ ليس تماما”. وقد تناول المقال الموضوعات التالية:

  • عشاق الموضة الإسرائيليون يترددون على سوق الملابس الجاهزة التركي بسبب أسعاره المعقولة، وأشار إلى أن هناك تحذيرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن ارتفاع الأسعار في تركيا قد يضر بالزبائن والعملاء الإسرائيليين.
  • ارتفاع الأسعار في تركيا راجع إلى تراجع قيمة الليرة التركية على عكس التحذيرات، وبالتالي لن تؤثر على المستهلكين الإسرائيليين، خاصة وأن قيمة العملة الإسرائيلية، الشيكل ترتفع مقابل الليرة التركية.
  • ذكر المقال مثالا على ذلك، أن سعر الجاكيت الذي كان سعره 639 ليرة تركية قبل شهر، أصبح حاليا 999 ليرة تركية، وأنه من ناحية أخرى، لم يتغير سعر الجاكيت بعملة الشيكل، فقد أصبح سعر الجاكيت 227 شيكل بعد ان كان 230 شيكل قبل شهر.

نشرت صحيفة مكور ريشيون مقالا بعنوان: “هل تستطيع اتفاقيات إبراهام البقاء على قيد الحياة في الشرق الأوسط المتغير؟”. وقد تناول المقال ما يلي:

  • يعتبر التقارب الإماراتي التركي جزء من التغييرات الأخيرة في الشرق الأوسط، وأن تركيا تحاول التقارب مع السعودية ومصر وإسرائيل أيضا لتخرج من عزلتها في السياسة الخارجية وتتقارب مع إدارة واشنطن.
  • العديد من التغييرات حدثت في المنطقة من مثل التقارب الإماراتي التركي مع أن تركيا والإمارات تتبنيان سياسات متناقضة في العديد من الأزمات، لا سيما في سوريا واليمن وليبيا.
  • الاقتصاد التركي سينتعش مع الاستثمارات التي تقوم بها الإمارات في تركيا وأن توقيت الزيارة التي تمت في وقت كانت فيه سياسات أردوغان الاقتصادية موضع تساؤل خطير في البلاد، يحمل معان ورسائل مهمة.
  • التأثير الذي سيحدثه التقارب الإماراتي التركي والتغيرات في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقيات إبراهام، يعتمد في أساسه على نموذج وجوهر هذه العلاقة الثنائية، وإن هذا سيحدده ما إذا كانت الإمارات ستتبع نموذجا معينا في علاقاتها مع تركيا، تماما كما هو في العلاقات الإسرائيلية التركية، أو أنها ستذهب إلى تحول جذري في سياساتها.
  • كما تناول المقال القضية بين سليمان صويلو والصحفي ميسر يلديز، فيرى المقال أن صويلو اعتاد توجيه الاتهامات بالتجسس دون وجود أدلة كافية. ومن الملاحظ أن كاتب المقال يحاول الإشارة إلى قضية الزوجين أوكنين، اللذين احتُجزا في تركيا بتهمة التجسس ثم أطلق سراحهما لاحقا بتدخل من الرئيس التركي أردوغان من خلال نقل المعلومات في غير سياقها.

نشر موقع غلوبس الإخباري آراء حي إيتان كوهين ياناروجاكHay Eytan Cohen Yanarocak من جامعة تل أبيب، حول التقارب بين تركيا والإمارات العربية المتحدة بعنوان “ستنعكس استثمارات الإمارات في تركيا، بشكل إيجابي على إسرائيل”. وقد تضمن المقال الآراء التالية:

  • الإمارات حولت تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة إلى فرصة من خلال التقارب مع تركيا، وبحسب ياناروجاك، تهدف الإمارات إلى أن تكون ذات تأثير على السياسات التركية وأن تزيد من اعتماد تركيا عليها من خلال الاستثمارات.
  •  هذا الوضع قد يقلل من نفوذ قطر على تركيا سياسيا وأنه قد يدفع تركيا إلى فرض عقوبات مختلفة على حماس والإخوان المسلمين.
  • الوضع الاقتصادي الحالي في تركيا يوفر فرصة استثمارية للإسرائيليين ويزيد من استقطاب تركيا السياح الإسرائيليين.

تقييم عام لشهر ديسمبر

لقد حمل اللقاء بين ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ورجب طيب أردوغان في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر، رسائل مهمة حول ديناميكيات المنطقة. ويمكن اعتبار هذا اللقاء جزءا من مساع البلدين لتعزيز علاقاتها في المنطقة، هذه الخطوة تتماشى مع سياسة “تأسيس اقتصاد لا يعتمد على النفط وحده” و “صفر مشاكل في السياسة الخارجية، حيث تتقدم الدبلوماسية على الصراع”، والتي شكلت ركائز سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية مع تولي بايدن زمام الحكم.

وكان التقارب الإماراتي التركي من أكثر المواضيع التي تجذب الاهتمام في الصحافة الإسرائيلية في شهر ديسمبر. ويلاحظ أن الصحافة الإسرائيلية قيمت الموضوع من خلال سؤالين:

  • ما مدى التغيير الذي شهدته السياسة الخارجية للإمارات وكيف سيؤثر هذا التغيير على اتفاقيات إبراهام وإسرائيل؟
  • يشير هذا التقارب إلى حدوث تحول في سياسة تركيا الخارجية أيضا. فهل يمكن لهذا التحول أن يفتح الباب أمام حقبة جديدة على صعيد العلاقات التركية الإسرائيلية؟

أما المراجعات المتعلقة بالسؤال الأول فتتضمن التطورات الأخرى في السياسة الخارجية لدول الخليج وتخفيف حدة المواقف بشكل عام. وفي هذا، كانت المواضيع مثل مصير اتفاقيات إبراهام، وعدم القدرة على تشكيل كتلة إقليمية مناهضة لإيران، والقلق بشأن المحادثات الإيرانية الخليجية، من أكثر المواضيع بروزا في الصحافة الإسرائيلية. ويمكن القول إن اتفاقيات إبراهام فشلت في تشكيل تكتل له محددات واضحة في تصوره للتهديدات في المنطقة، وأن التغيير المستمر يشكل أحد أهم ديناميكيات المنطقة. وقد كان التقارب الإماراتي التركي مهما في سياق تحليل وتدقيق النظر في عملية التغيير هذه.

وأما التقييمات المتعلقة بالسؤال الثاني فقد تضمنت الرسائل الإيجابية التي وجهها الرئيس أردوغان في سياق التقارب مع إسرائيل. إن الجانب الإسرائيلي، متشكك في الهدف من هذه الرسائل القادمة من أنقرة. وقد اعتبرت التحليلات والمراجعات المتعلقة بالتطورات، أن هدف تركيا من هذا الخروج من عزلتها الإقليمية وتخفيف الضغوط الاقتصادية في سياسة تركيا الداخلية. إضافة إلى ذلك، كانت التقلبات في لغة الخطاب التي استخدمها البلدان تجاه بعضهما البعض، أمرا مثيرا للشك في هدف أنقرة من هذا التقارب. وفي هذا، يمكن للتقارب الإماراتي التركي أن يكون بمثابة تطور يمكن أن يسهم في القضاء على هذه الشكوك إلى حد ما.

هناك نقطة أخرى مهمة: وهي أن التقارب التركي الإماراتي الذي حدث والتقارب المحتمل بين تركيا وإسرائيل وتركيا ومصر ليست تطورات من شأنها أن توفر مكاسب لتركيا دونا عن الأطراف الأخرى. لذلك، يمكن للتقارب الإماراتي التركي أن يوفر فرصة مهمة لتسليط الضوء على المكاسب التي يوفرها التعاون التركي الإماراتي للجانبين من أجل القضاء على هذا الفكر الخاطئ السائد في الصحافة الإسرائيلية. إذ سيرسم صورة ناقصة أن يتم تقييم العلاقات التركية الإماراتية من خلال الاستثمارات الإماراتية في تركيا والانتعاش الاقتصادي الذي ستوفره هذه الاستثمارات فقط، والذي سيكون محدودا للغاية. الجدير بالذكر أن الإمارات ستستفيد أيضا من هذا التعاون في المجالات التالية:

  • يمكن أن تكون تركيا جسرا مهما لانفتاح دولة الإمارات اقتصاديا على منطقة آسيا الوسطى؛ نظرا لعلاقاتها الثقافية القوية مع دول تلك المنطقة.
  • تملك تركيا موقعا استراتيجيا مهما للغاية من شأنه أن يسهم في انفتاح اقتصاد الإمارات على أوروبا.
  • تقدم وثيقة “تير” التي بدأ تنفيذها بين تركيا والإمارات والتي تقلل وقت النقل من مدينة الشارقة بالإمارات إلى ميناء مرسين من 20 يوما إلى 8 أيام كبديل لأزمة الحاويات وارتفاع أسعار النقل البحري، مثالا جيدا في هذا السياق.
  • مع تولي بايدن زمام الحكم، بدأ الكونغرس الأمريكي يتخذ موقفا أكثر حذرا فيما يتعلق ببيع الأسلحة إلى الإمارات، مما دفع الإمارات إلى السعي للبحث عن بدائل مختلفة في صناعة الدفاع. ويمكن لتركيا أن تكون بديلا قويا بالنسبة لدولة الإمارات في هذا المجال، بما أنها بدأت في تحقيق نجاحات من استثماراتها الكبيرة في الصناعات الدفاعية. 
  • إعلان الإمارات عن تخصيصها صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار، يظهر استعدادها لدخول السوق التركي الواسع.

بالنظر إلى جميع ما سبق، يمكن القول إن التقارب الإماراتي التركي يشكل نقطة تحول مهمة من حيث بدء موجة التغيير في المنطقة. من ناحية أخرى، من الوارد جدا أن تؤدي التوازنات الجديدة في المنطقة إلى حدوث تطورات إيجابية على صعيد العلاقات التركية الإسرائيلية في المستقبل. وفي هذا، قد يشكل النموذج الذي سيتم اتباعه في تطوير العلاقات الإماراتية التركية، نموذجا للعلاقات التركية الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.

الهوامش:

  1. https://dayan.org/content/turkeys-nuclear-future
  2. https://www.mako.co.il/news-money/consumer/Article-e0e402d519f9d71027.htm
  3. https://www.makorrishon.co.il/news/426165/
  4. https://www.globes.co.il/news/article.aspx؟did=1001393732

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: