نقلاً عن موقع ستراتفور، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تستعد لعملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا لتوسيع منطقة عازلة بطول 30 كيلومترًا، حسبما ذكرت قناة الجزيرة في 24 مايو / أيار. وقال أردوغان أن مجلس الأمن القومي سوف يجتمع لمناقشة العملية المحتملة في 26 مايو.
و تأتي العملية الجديدة ضمن اطار توسيع المنطقة العازلة لمنع هجمات وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، والحصول على المزيد من الأراضي لإعادة توطين بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم تركيا، ومنح أردوغان دفعة للسياسة الخارجية قبل الانتخابات العامة في تركيا في يونيو 2023.
و يجب الإشارة أن شمال سوريا يستضيف قوات روسية وسورية وأمريكية، لذا فإن العملية العسكرية يمكن أن تستفز قوى أجنبية ما لم تحصل أنقرة على موافقتها.
إسرائيل وتركيا: رئيسا الوزراء يبحثان التعاون الاقتصادي
نقل تقرير نشره موقع ستراتفور لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في القدس.
و في اطار زيادة التعاون المشترك، اتفق الوزيران على إعادة إطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة والعمل على اتفاقية طيران مدني جديدة، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس في 25 مايو.
وعلى الرغم من تنامي المساعي الإيجابية، لم يصل جاويش أوغلو إلى حد إعادة سفيره إلى إسرائيل، الأمر الذي كان سيطبع العلاقات بين البلدين بشكل كامل.
و الجدير بالذكر أن العلاقات الإسرائيلية التركية تتحسن مع استمرار أنقرة في التواصل مع القوى الإقليمية وسط أزمتها الاقتصادية، لكن تركيا تفضل التركيز على الفوائد الاقتصادية بدلاً من إعطاء الأولوية للمسار الدبلوماسي.
هذا وقد صدّرت تركيا بضائع بقيمة 1.8 مليار دولار إلى إسرائيل في الربع الأول من عام 2022، وهي قفزة بنسبة 37.2٪ على أساس سنوي، مما يعطي تركيا فائضًا تجاريًا مع إسرائيل.
زعماء أوروبا يتوصلون إلى اتفاق بشأن حظر النفط الروسي
وافق الاتحاد الأوروبي على حظر معظم واردات النفط الروسي، وهي أقسى عقوبة اقتصادية فُرضت حتى الآن على الغزو الروسي لأوكرانيا وربما تكون أكبر تضحيات أوروبا. وكان التكتل قد حظر بالفعل واردات الغاز الطبيعي الروسي، وقطع البنوك الروسية، وجمد الأصول الروسية، وأرسل أسلحة متطورة إلى أوكرانيا.
و قد أيد قادة الاتحاد الأوروبي فرض الحظر على النفط الروسي الذي يتم تسليمه بواسطة الناقلات، وهي الطريقة الأساسية، مما يقلل بشكل فعال الواردات بمقدار الثلثين، مع الالتزامات بخفض الواردات عبر خطوط الأنابيب.
و أعلن تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، عن الصفقة في تغريدة في وقت متأخر من الليل، على الرغم من أن العديد من التفاصيل لا تزال بحاجة إلى الكشف عنها.
و يتم تمويل حرب روسيا في أوكرانيا من خلال مبيعات النفط الخام والمكرر والغاز الطبيعي، والتي تمثل معظم عائدات صادرات البلاد، والتي يتم جمعها بشكل أساسي من قبل شركات الطاقة التي تسيطر عليها الدولة. و يقول المحللون إن روسيا ستواصل العثور على بعض المشترين لنفطها، لكن من المرجح أن ينخفض ​​حجم المبيعات والأرباح بشكل كبير بمجرد سريان الحظر.
وعلى الصعيد الآخر، حذر المسؤولون من أن التكلفة المالية على بلدان الاتحاد الأوروبي ستكون عالية لاعتمادها الشديد على الوقود الروسي، إضافة إلى الاحتمال الكبير لنقص الغاز والنفط لدى تلك البلاد.
المشاريع المشتركة وسيلة رئيسية للمشاركة الأجنبية في المشهد التنافسي لدولة قطر
نشر مركز فيتش سولوشنز تقريراً أشار فيه إلى المشهد التنافسي بين المقاولين المحليين و الأجانب فيما يتعلق بالبنية التحتية لدولة قطر.
و تُظهر بيانات مشاريع البنية التحتية الرئيسية لمركز فيتش سولوشنز أن المقاولين القطريين يشغلون 39٪ من وظائف البناء عبر نشاط المشروع في قطر، متقدمين بكثير على الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بنسبة 10٪ و 7٪ و 5٪ على التوالي.
وتعتبر شركة بن عمران ومدماك و حمد بن خليفة للتجارة والمقاولات من بين أكثر المقاولين المحليين نشاطاً، حيث تشارك الأخيرة في مشروع مشيرب في قلب الدوحة الذي تبلغ قيمته 5.5 مليار دولار أمريكي.
ولا تزال شركة BIC للمقاولات في الإمارات العربية المتحدة نشطة في المشهد التنافسي لدولة قطر، بينما شاركت أرابتك للإنشاءات في نشاط المشروع في السوق قبل تقديم طلب التصفية في سبتمبر 2020.
وتعد شركة سامسونغ للإنشاءات و التجارة من بين المقاولين الكوريين الجنوبيين البارزين في السوق، إذ تشارك حالياً كمقاول في مشروع توسعة الغاز الطبيعي المسال في حقل الشمال الشرقي بقيمة 28.7 مليار دولار أمريكي، جنباً إلى جنب مع مقاولين أجانب آخرين بما في ذلك شركة McDermott International الأمريكية التي حصلت على عقد الهندسة والمشتريات والبناء والتركيب (EPCI) للمشروع في أوائل عام 2022.
ويظل المموّلون المحليون مسؤولين عن الجزء الأكبر من التمويل المقدم لنشاط المشاريع الكبيرة في السوق، بينما تظل هيئة الأشغال العامة في قطر (أشغال) والسلطات الحكومية مسؤولين عن رعاية المشاريع.
و يمثل المموّلون المحليون حوالي 51٪ من أدوار الممول عبر أنشطة البناء والبنية التحتية ، متقدمين على الممولين اليابانيين الذين يشغلون حوالي 38٪ من هذه الأدوار.
وتحتل البنوك المحلية مكانة بارزة في تمويل المشاريع القطرية، بما في ذلك مصرف قطر الإسلامي، وبنك الخليج التجاري، والبنك التجاري القطري. ومن بين الممولين الأجانب، في الوقت نفسه، بنك ميزوهو الياباني المحدود، وبنك اليابان للتعاون الدولي، ومؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية.
هل ستحقق طائرة بيرقدار TB3 نجاحاً في التصدير أيضاً؟
نشر موقع فوربس تقريراً ناقش فيه نية تركيا الكشف عن طائرتها المسيرة الجديدة Bayraktar TB3 والتي تعد خليفة التصميم الناجح لطائرة TB2. وأشار التقرير إلى أن الطائرة البحرية الجديدة قادرة على العمل من مدارج قصيرة وأسطح السفن.
ولا تقف رغبة تركيا عند تطوير الطائرة المسيرة فحسب بل تأمل أن تصدّرها إلى دول أخرى على غرار سابقتها، الأمر الذي بدا واضحاً في تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة المصنعة هالوك بيرقدار عندما قال أن الطائرة الجديدة ستلائم تماماً منصات Izumo-class اليابانية التي صممت للإقلاع والهبوط العمودي للطائرات والتي تعد أصغر من حاملات الطائرات التقليدية.
وتمثل أجنحة Bayraktar TB القابلة للطي نقلة نوعية لسد فجوة مهمة في القدرات لتركيا. على سبيل المثال، ستزود الطائرة الجديدة سفينة TCG Anadolu البرمائية المقاتلة بقوة هجومية هائلة، ما سيدفع الدول الآخرى التي تملك سفناً مماثلة أن تحول السفن الهجومية البرمائية إلى “سفن بطائرة بدون طيار”.
وأضاف كاتب التقرير أن شركة Baykar تسعى للسيطرة على السوق الجديد للطائرات المسيرة البحرية العسكرية. وبصرف النظر عن قيام روسيا بتجارب على طائرت بدون طيار تبقى تركيا في صدارة المشهد.
ومن المتوقع نجاح النسخة الجديدة من الطائرة المسيرة ولكنها بحاجة إلى إثبات قدراتها على المدى الطويل أن يتم بيعها بطريقة مسؤولة لتجنب سوء الاستخدام من قبل الجهات الفاعلة.
واختتم التقرير بأن القدرة على الطيران ما وراء خط البصر وأنظمة الإقلاع والهبوط الآلية هي مميزات فريدة من نوعها لـ TB3 بالمقارنة مع TB2. وهذا التطور هو مؤشر على محاولة تركيا ترسيخ مكانتها ” كقوة عظمى للطائرات بدون طيار”.
أزمة الغذاء العالمية: أنباء عن محاولة تركيا تحرير صادرات الحبوب الأوكرانية
أفادت وكالة رويترز صباح الخميس أن تركيا تجري مناقشات مع روسيا وأوكرانيا لإنشاء ممر لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية ، في خطوة حاسمة لإنهاء أزمة إمدادات الغذاء العالمية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مسؤول تركي كبير لم يذكر اسمه لرويترز أن تركيا تجري محادثات لفتح طريق لصادرات الحبوب الأوكرانية لمغادرة موانئ البلاد على البحر الأسود والسفر عبر مضيق البوسفور الذي يمر عبر تركيا.
ووفقاً لأحدث التقارير، تقدّر كمية الحبوب العالقة في أوكرانيا بنحو 20 مليون طن، وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح والذرة وزيت عباد الشمس، مما يجعلها عنصراً أساسياً في الإمدادات الغذائية للبلدان على مستوى العالم.
وتتمثل الخطوة الحاسمة لاستئناف الصادرات في تطهير الموانئ الأوكرانية من الألغام – وهو أمر اتهمت كل من روسيا وأوكرانيا بعضهما البعض بزرعه. و بدورها قد تعمل السفن التركية أيضاً كمرافقة بحرية للسفن التي تحتوي على الحبوب الأوكرانية، الأمر الذي عرضت المملكة المتحدة وليتوانيا تقديمه أيضاً، لكن روسيا قد تكون أكثر قابلية للخيار الأول نظراً لمواقف تركيا الإيجابية تجاه روسيا مقارنة بأعضاء الناتو الآخرين.
وفي سياق متصل، اتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بمحاولة دفع العالم للفدية” من خلال منع صادرات الحبوب خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس، وواصلت: “إنه يقوم بشكل أساسي بتسليح الجوع ونقص الغذاء بين أفقر الناس في جميع أنحاء العالم.”
ركود عالمي مؤلم يلوح في الأفق
جاء في مقال نشرته صحيفة نيورك تايمز أن الاقتصاد العالمي يتجه إلى فترة قاتمة محتملة، إذ يهدد ارتفاع التكاليف ونقص الغذاء والسلع الأخرى والحرب في أوكرانيا بإبطاء النمو الاقتصادي. فيما يواصل صناع القرار التصدي لتداعيات الوباء، بما في ذلك سلاسل التوريد المسدودة وعمليات الإغلاق في الصين.
ويجتمع وزراء المالية من دول مجموعة السبع هذا الأسبوع في بون بألمانيا لإيجاد طرق لتجنب التباطؤ مع الاستمرار في الضغط على روسيا لحربها في أوكرانيا. هذا وقد تهدد التحديات الاقتصادية الجبهة المتحدة للغرب ضد موسكو، بما في ذلك مساعيها لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية.
وبدأت البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة للمساعدة في ترويض التضخم السريع، وهي تحركات من شأنها أن تلطف النمو الاقتصادي من خلال زيادة تكاليف الاقتراض ولكن يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة. وأشارت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، الأسبوع الماضي إلى زيادة محتملة في أسعار الفائدة في تموز (يوليو)، والتي ستكون الخطوة الأولى من نوعها للبنك الأوروبي منذ أكثر من عقد.
أما في ما يتعلق بالأسواق الأمريكية، انخفضت الأسهم بحدة يوم الأربعاء بعد تقلص أرباح كبار تجار التجزئة مما أعاد إشعال مخاوف وول ستريت من ارتفاع التضخم. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4 في المائة، وهو أكبر انخفاض له منذ يونيو 2020 ورابع تراجع بأكثر من 3 في المائة في أقل من شهر.
نشر مركز ويلسون للدراسات مقالاً أوضح فيه كيف تستحوذ السياسة الواقعية على منطقة الشرق الأوسط المتصدعة، إذ يسعى الأعداء والمنافسين القدامى للتعامل مع الظروف الدولية المتغيرة و إيجاد طرق للتكيف بدلاً من مواجهة بعضهم البعض.
وقد توضحت معالم التوجهات الجديدة بالاجتماع الخامس بين كبار مسؤولي السعودية و ايران، و اللقاء الوشيك المرتقب بين وزيري خارجية البلدين، و استضافة إسرائيل أول اجتماع لوزراء خارجية أربع دول عربية على أراضيها في شهر آذار، و زيارة الرئيس أردوغان إلى أبو ظبي، و استقباله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في أول زيارة من نوعها لتركيا منذ 14 عامًا.
و جاءت الخطوة الأخيرة في إعادة تشكيل النظام السياسي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بزيارة أردوغان إلى السعودية بعد سنوات من العلاقات المتوترة للغاية بين البلدين.
ويرى الكاتب أن سبب التغيّر في إعادة التفكير هو الابتعاد الأمريكي عن الشرق الأوسط والتركيز على التحديات من روسيا ومن الصين، كما يشير إلى أن العودة إلى الاتفاق النووي سيساعد أمريكا على الابتعاد عن الشرق الأوسط، الأمر الذي سيشجّع الدول الأربعة الرئيسية على مواصلة السعي للتوصل إلى تسوية سلمية مؤقتة.
أما في حال فشل الاتفاق و شروع إيران في بناء قنبلة نووية فمن المحتمل أن يكون الانفراج الناشئ اليوم هو الضحية الأولى مع تسابق السعودية وإيران إلى التسلح النووي و تصاعد خطورة عمل عسكري من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، أو كليهما، ضد المنشآت النووية الإيرانية.
2. تجاوز عقبات المصالحة التركية الإسرائيلية
تناول مقال نشره المعهد الدولي البريطاني للدراسات الاستراتيجية (IISS) بعض ما سماه “المظالم طويلة الأمد” والتي من الممكن أن تؤدي إلى تعقيد وتيرة التقدم بعد التقارب الأخير بين تركيا وإسرائيل.
و تتمثل العقبة الأولى فيما يتعلق بموارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، فمن جهتها تتخذ تركيا موقفاً حازماً من أجل سيادتها في المتوسط، الأمر الذي يثير مخاوف اسرائيل من ظهور هلال تركي- من شمال سوريا إلى جمهورية شمال قبرص التركية و ليبيا – و الذي من شأنه أن يهدد مصالح إسرائيل وأمنها البحري.
ووفقًا لغابرييل ميتشل، السياسي في معهد ميتفيم ، لا يوجد في الوقت الحالي “اهتمام كبير بالتعاون في مجال الطاقة مع تركيا” من الجانب الإسرائيلي، ويرجع ذلك أساسًا إلى انعدام الثقة بين البلدين الجارين.
و لبناء الثقة المتبادلة ، يمكن اتخاذ خطوات مشتركة في المجالات السياسية أولاً، مثل التقنيات المتجددة وتغير المناخ وتوسيع التجارة القائمة وزيادة المشاركة الثقافية.
وتعتبر قضية حركة حماس والفلسطينيين عقبة رئيسية أخرى في طريق المصالحة. لطالما اعترضت إسرائيل على دعم تركيا لأعضاء حماس ومكاتبها العاملة داخل البلاد، ففي الواقع لا تريد أنقرة التخلي عن مطالبتها بالحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد ابتعاد العديد من الحكومات العربية بحدّة عن القضية الفلسطينية.
و إن قدّر للعلاقات بين البلدين أن تتحول جذرياً، فلابد أن تخضع علاقات تركيا مع حماس لتدقيق أكبر، إذ تعتبر إسرائيل أن تعطيل العملية الدبلوماسية قد يعود لسابق عهده مع أي تصعيد أو استفزاز على الجبهة الفلسطينية.
على صعيد آخر، تعتبر مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا نقطة مهمة للتلاقي بين الطرفين. إذ ترغب كل من تركيا و إسرائيل في الحد من نفوذ إيران والوكلاء الموالين لها و العاملين في سوريا. علاوة على ذلك، فإن ما يمكن أن تحققه تركيا وإسرائيل في سوريا لا يزال يعتمد بشكل كبير على أولويات روسيا هناك. حيث ستكون كل من أنقرة وتل أبيب أكثر ارتياحاً للوجود الروسي المستمر في سوريا – على الرغم من الحرب في أوكرانيا – على الوجود الإيراني.
3. لعبة بوتين الطويلة في أوكرانيا: منظور الكرملين
نقل مركز مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (CFR) منظور الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه الوضع الراهن.
وكشف، نيكولاي باتروشيف، رئيس مجلس الأمن التابع لبوتين، والذي يعتبره الكثيرون أكثر مستشاريه نفوذاً، خيارات موسكو في مقابلة مع المنفذ الإخباري الحكومي الرئيسي روسيسكايا غازيتا.
لم يكن لدى باتروشيف الكثير ليقوله عن الحرب نفسها- بخلاف توقع “تفكك أوكرانيا إلى عدة دول”- لكنه قدم صورة واضحة للعالم بعد 9 آيار/مايو، من وجهة نظر الكرملين.
بغض النظر عن مجريات الحرب، تفترض الدائرة المقربة من بوتين عدم التهاون في المواجهة الأوسع بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
ويرى باتروشيف أن الحكومات الغربية ستستمر في السعي إلى “إذلال روسيا وتدميرها” وأن التهديد سوف يتزايد متوقعاً “إحياء الأفكار النازية في أوروبا” جزئياً نتيجة وصول العديد من اللاجئين الأوكرانيين في إشارة أن هؤلاء “المتطرفون” قد وجدوا بالفعل لغة مشتركة مع المعجبين الأوروبيين بهتلر.
وادعى باتروشيف بأن الغرب في حالة تدهور حاد نتيجة تفشي النزعة الاستهلاكية والفردية التي تعمل على تقويض مؤسسات الدولة في أوروبا، وبحسب رأيه فأن بمثل هذه العقيدة، لن يكون هناك أي مستقبل لأوروبا والحضارة الأوروبية. وبالمثل، أصر المستشار على أن “الإمبراطورية الأمريكية العالمية في حالة عذاب” ما يجعل روسيا تعمل أكثر لأن الولايات المتحدة تحاول حل مشاكلها “على حساب بقية العالم”.
ويرى باتروشيف أن الطريقة الأفضل لمواجهة العقوبات والإجراءات الغربية ضد روسيا هي إيجاد ضوابط داخلية جديدة مصممة لعزلها عن الاتصالات والتأثيرات الخارجية على النمط السوفيتي للاكتفاء الذاتي الوطني والذي سيبدأ بالتوجه إلى الأسواق في آسيا و إفريقيا وأمريكا اللاتينية والابتعاد عن الأسواق الأوروبية.
و يضيف المستشار أن روسيا تسعى للقضاء على الاعتماد على الشركاء الأجانب بوضع نموذج يستبدل البضائع المستوردة بسلع منتجة محليًا.
كما يؤكد باتروشيف الحاجة إلى تعديلات سياسية، إذ يتطلب استبدال الواردات أن “يتبع الجميع تعليمات رئيس الدولة”. و يضيف أن وجود نظام نقدي جديد يعد ضرورةً ملحة لحماية قيمة الروبل وتجنب كارثة التخلف عن السداد.
و يختتم باتروشيف مقابلته بالقول أن ما تحتاجه روسيا هو نظام ينتج “تقدماً علمياً و مواطنين مطيعين” يفهمون منذ الطفولة المبكرة ما تعيشه روسيا و تعمل من أجله كشعب واحد دون الإفراط في النزعة الفردية أو الاتصال بالعالم الخارجي أو الاعتماد على الاتصال الرقمي الذي يمكن ان يكون مصدراً لمعلومات مضللة حسب رأيه.
4. هل تحاول السعودية سراً مساعدة مستهلكي النفط في أوروبا؟
ناقش مقال نشره موقع فوربس بالتعاون مع معهد بيكر للدراسات فيما إذا كان السعوديون “يلعبون اللعبة بأسلوبهم الخاص” مع تبني الثبات في سياستهم النفطية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
و على الرغم من تحديد المملكة أسعار صادراتها من النفط الخام شهرياً، يعزو المقال هذه اللعبة في الخفاء الى عدم إعلان شركة أرامكو السعودية الحكومية لقراراتها المتعلقة بالتسعير- تُعرف لاحقاً عن طريق المشتري- ووضعها تفاضلاً لكل درجة من الخام و الذي يتناسب مع المعيار الإقليمي للخام في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
تتابع منظمة التسويق العالمية التابعة لأرامكو السعودية – التي لها مكاتب في المدن الرئيسية في جميع أنحاء العالم – تطورات أسواق النفط الإقليمية عن كثب ما يسمح لها بضبط الفروق بناءً على التحولات الإقليمية الدقيقة في أساسيات السوق. على سبيل المثال، إذا احتاجت آسيا إلى المزيد من وقود الديزل، فقد تقوم أرامكو بتسعير الخامات التي تنتج حصة أعلى من الديزل لتوجيهها نحو الأسواق الآسيوية، مما يسمح لأرامكو بمضاعفة إيراداتها من مبيعات النفط ضمن إطار السياسة الذي وضعها وزير الطاقة.
و توضح أسعار أرامكو الإقليمية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا صورة قد تتعارض مع الموقف العام للمملكة، إذ تعكس عمليات التسليم في شهري مارس وأبريل ارتفاعاً في أسعار المبيعات السعودية في آسيا إلى مستويات قياسية لكن هذا لا يعني تزايد الطلب في المنطقة بالنظر إلى الصين المتأثرة بتجدد الجائحة والهند التي تستورد الخام من روسيا.
في ظل هذه الظروف، يجب أن تؤدي السياسة التسويقية المتمثلة في الحفاظ على المبيعات في سوق آسيوي إقليمي ضعيف إلى خفض المملكة لفروقها الإقليمية مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة. فلماذا تزداد الفروق الآسيوية بهذه السرعة مقارنةً بفوارق أحواض المحيط الأطلسي؟ الإجابة تكمن في سياسة أرامكو للتسعير و التي تنقل النفط الخام من سوق إلى آخر حسب توجيهات صناع القرار السعوديين.
و بعبارة آخرى، قد تشير الفوارق الأخيرة إلى نية توجيه النفط الخام إلى أوروبا بهدوء لتحل محل الإمدادات الروسية في ظل الرفض المتزايد للشركات الأوروبية لشراء النفط الروسي- دون الانحياز علنًا لأي طرف في نزاع يضم شريكًا مهمًا في أوبك +.
5. الانتخابات الرئاسية الفرنسية
سلط تقرير المعهد الدولي البريطاني للدراسات الاستراتيجية (IISS) الضوء على فوز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولاية ثانية في جولة الإعادة في 24 أبريل، متغلبًا على منافسته مارين لوبان بفارق 17 نقطة.
ومن العلامات الفارقة، أن لوبان تحصلت على أعلى عدد من الأصوات على الإطلاق لمرشح رئاسي يميني متطرف، مما يوضح استمرار السياسة الفرنسية في الانقسام حول التطرف.
بدوره سيسعى ماكرون “الجريء” إلى إطلاق مبادرات جديدة في السياسة الداخلية ومضاعفة جهوده الدبلوماسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، كما أنه سيتبع أجندة سياسية طموحة في الاتحاد الأوروبي تركز على بناء قاعدة اقتصادية محلية أكثر قوة و تقليل الاعتماد على الطاقة و تحسين القدرات الدفاعية الأوروبية.
وقد قوبلت عودة ماكرون إلى قصر الإليزيه بارتياح كبير من قبل حلفاء فرنسا وشركائها، لا سيما من جانب حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.
6. العراق: بغداد تشرع في تنفيذ حكم المحكمة بشأن إنتاج النفط والغاز الكردي
جاء في تقرير نشره مركز ستراتفور للدراسات أن وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار أبلغ قادة شركة النفط الوطنية العراقية أن الحكومة الفيدرالية فشلت في التوصل إلى اتفاق (للسيطرة على التحكم في) إنتاج النفط والغاز الطبيعي لحكومة إقليم كردستان، وفق ما أوردته بلومبيرج في 7 مايو.
و تكمن المشكلة بأن بعض إنتاج كردستان يقع على الحدود المتنازع عليها بين الحكومة العراقية الفيدرالية والإقليمية. و من المحتمل أن تبدأ بغداد في استخدام المزيد من الآليات القانونية لمحاولة تجميد مبيعات النفط الكردي أو السيطرة على الإيرادات بدلا من محاولة “فرض” السيطرة على الموارد.
و ذكر التقرير أن التوتر المتصاعد بين أربيل وبغداد بشأن قضية النفط سيؤدي إلى زيادة مخاطر القصف أو الهجمات على البنية التحتية النفطية في شمال العراق من قبل مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الميليشيات من جنوب العراق.
7. اليمن والسعودية: السعوديون ينقلون أسرى للحوثيين كجزء من وقف إطلاق النار
نشر مركز ستراتفور للدراسات تقريراً عن وصول طائرة تقل حوالي 100 من السجناء الحوثيين من المملكة العربية السعودية إلى عدن كجزء من وقف شامل للقتال في اليمن، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس في 6 مايو / أيار.
و أوضح التقرير أهمية الحدث بأنه سيعزز الشعور الذي يرسخ وقف إطلاق النار في اليمن لمدة شهرين، والذي شهد انخفاضاً في الضربات الجوية السعودية وهجمات الحوثيين على أراضي المملكة. ومع ذلك، فإن القتال المستمر حول مدينة مأرب وسط اليمن يهدد وقف إطلاق النار، كما أن الرحلات الجوية التجارية إلى العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لم تسترجع بعد على الرغم من اعادة الحكومة الفيدرالية اليمنية والحوثيين فتح المطار و اطلاق سراح عدد من الأسرى الإماراتيين والبريطانيين لدى الحوثيين في 25 أبريل / نيسان كجزء من بناء الثقة.
نشر مركز INSS الإسرائيلي للدراسات مقالاً تناول فيه الوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب بينهما متسائلاً عن ما يكمن خلف سياسة أنقرة المتمثلة “بالسير على حبل مشدود” دون استفزاز أي من الطرفين.
ومنذ بداية الحرب بأوكرانيا والتي تجاوزت يومها الخمسين، أعلنت تركيا معارضتها انتهاك سلامة الأراضي الأوكرانية، وأغلقت المضائق بين بحري إيجة والأسود أمام السفن الحربية الروسية، باستثناء تلك التي تعود إلى قواعدها، وفقًا لاتفاقية مونترو 1936 لكنها لم تفرض عقوبات على روسيا ولم تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.
وعرج التحليل على أهمية العلاقات التركية الروسية في مجالات اقتصادية عدة منها استيراد الطاقة والمواد الغذائية، بجانب اتفاقات بين البلدين حول سوريا، ويضاف إلى ذلك قطاع السياحة حيث تعد تركيا الوجهة الأولى للسياح الروس الذين بلغ عددهم خمسة ملايين سائح في عام 2021.
بالمقابل، أشار التحليل إلى أهمية أوكرانيا كمصدر أساسي لتصدير القمح والمواد الغذائية إلى تركيا، وكون كييف أول دولة تشتري طائرات بلا طيار TB2 المصنعة في شركة بيرقدار التركية، والتي أثبتت كفاءتها في الحرب الروسية الأوكرانية ما زاد الاهتمام العالمي باقتنائها. و في ذات السياق، تزايد اهتمام تركيا بأوكرانيا لبناء مصنع لأجزاء من طائرات TB2 ومحركات أكثر تقدمًا، على أراضيها نتيجة اتفاق بين البلدين.
وشكك كاتبا التحليل باستمرارية “سياسة الحبل المشدود” المتبعة من قبل تركيا تحديداً إذا ارتفعت حدة التوتر بين روسيا و الغرب وطالب كلا الطرفين تبني تركيا موقفاً ثابتاً لصالح أحدهما. في غضون ذلك قوبل قرار أنقرة بالانحياز إلى الغرب، وإن كان بطريقة تدريجية ومحدودة، على عكس التقديرات المتشائمة بأنها ستقف إلى جانب المعسكر الموالي لروسيا، بشكل إيجابي من قبل حلفائها.
وبعد سنوات انتقد فيها أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) -في كثير من الأحيان بشدة- الحكومة التركية لتقاربها مع روسيا، فإن الدول الغربية تنظر الآن إلى العلاقات التي طورتها تركيا مع روسيا في السنوات الأخيرة كأحد أهم قنوات التواصل المباشر مع الرئيس الروسي بوتين.
لذلك منذ بداية الحرب في أوكرانيا، كان هناك تغيير في اللهجة بين العديد من القادة تجاه موقف تركيا داخل الناتو، وما يدلل على ذلك الأصوات المطالبة ضمن حلف الناتو لإعادة التفكير في الحكمة من تدابير حظر الأسلحة ضد الحلفاء والذي فرض على تركيا من قبل كندا بمنعها توريد المكونات المتعلقة بالطائرات بدون طيار الى تركيا.
ويتوقع كاتبا التحليل بأن وساطة أنقرة لن تحل بعض المعضلات التي طرحتها الحرب فحسب، بل ستوفر أيضًا فرصة لتحسين علاقاتها مع الناتو.
2. هل تحاول إدارة بايدن إطالة حرب أوكرانيا؟
طرح المقال الذي نشره معهد CATO سؤالاً حول ما إذا كانت سياسات واشنطن تجاه الحرب الروسية الاوكرانية غير كفؤة فحسب، أو ما إذا كانت تعكس استراتيجية متعمدة لاستنزاف القوات الروسية وإلحاق هزيمة جيواستراتيجية بخصم من القوى العظمى بغض النظر عن التكلفة التي تتحملها أوكرانيا.
و ذكر كاتب المقال عدة مؤشرات تدل على رغبة ضمنية لإدارة بايدن لإطالة أمد الحرب منها تزويد الولايات المتحدة وحلف الناتو لاوكرانيا بالسلاح، الأمر الذي كان كفيلاً من وجهة نظر القادة الأوروبيين لمنع انتصار سهل لروسيا. بالإضافة الى المواقف الغربية الفاترة من تصريحات زيلنسكي استعداده للتخلي عن طموحات بلاده بالانضمام إلى الناتو والقبول بدلاً من ذلك بوضع محايد بضمانات متعددة الأطراف والتي ستؤدي بدورها الى مباحثات سلام.
و أضاف الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تصريحات الرئيس الأمريكي العامة غير الحكيمة والقتالية حيث أذهل بايدن المراقبين في جميع أنحاء العالم بتصريح مرتجل على ما يبدو قرب نهاية خطابه في وارسو قائلاً: “بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل [بوتين] البقاء في السلطة!” تم تفسير التعليق على نطاق واسع على أنه يتبنى سياسة أمريكية جديدة” لتغيير النظام” فيما يتعلق بروسيا.
و اختتم المقال بأنه يبدو أن جوهر السياسة الأمريكية بالعقوبات الواسعة التي فرضتها واشنطن والقوى الأوروبية على روسيا عقب الغزو و تأييدها دعوات لاتهام بوتين بارتكاب جرائم حرب، موجه لتحقيق هذا الهدف بالتأكيد. المنطق الكامن وراء نهج واشنطن هو ممارسة مثل هذا الضغط المؤلم على الاقتصاد الروسي بحيث يتخذ الأوليغارشية القوية وأعضاء النخبة الأخرى في البلاد خطوات لإزاحة بوتين من السلطة.
وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة التي يتخوف بها بوتين من مثل هذا الإجراء هي الإطاحة به (والبقاء على قيد الحياة بعد تلك الواقعة). والطريقة الوحيدة التي يُرجح أن تتم الإطاحة به هي إذا هُزمت روسيا في أوكرانيا أو وافقت على معاهدة سلام التي ستبدو وكأنها هزيمة لأهداف سياسة موسكو. وبالتالي ، فإن احتمالية وقوع انقلاب ومحاكمة جرائم حرب لاحقة تخلق حافزًا قويًا للغاية لبوتين لمواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى، إذا كان النجاح لا يتحقق من خلال الدبلوماسية فإنه يخلق حافزًا للتصعيد إذا لزم الأمر ليصل لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
3. كيف ستؤثر الحرب في أوكرانيا على السياحة؟
نشر مركز ايكنوميست انتيلجينس تقريراً يتنبأ فيه بانخفاض حاد في التوقعات السياحية للعام الحالي نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا و الارتفاع في نسب التضخم و غياب الزوار الروس والأوكرانيين.
و اشار التقرير في النقطة الاولى الى الخسارة الفادحة التي سيتسببها توقف الروس و الاوكرانيين عن نشاطاتهم السياحية، حيث تصنف روسيا في المركز الحادي عشر عالمياً كمصدر للسياحة، بينما تحل اوكرانيا في المركز الثالث عشر.
ويزداد الأمر أهمية فيما يتعلق بالإنفاق السياحي، إذ شكلت مساهمات الروس والأوكرانيين مجتمعة حوالي 50 مليار دولار أمريكي (حوالي 8٪ من الإجمالي العالمي) في عام 2019، و كانت روسيا وحدها سابع أكبر منفق في العالم.
وكانت تركيا الوجهة الأكثر شعبية للبلدين في عام 2018، حيث استقطبت 6 ملايين سائح روسي، و 1.4 مليون سائح أوكراني، وهو ما يمثل 16٪ من إجمالي السياح الوافدين إلى تركيا في ذلك العام.
و أضاف التقرير أن كلا البلدين سيتكبد خسائر كبيرة حيث يصل عدد الزوار القادمين إلى روسيا حوالي 25 مليون سائح (معظمهم من اوكرانيا) و بدورها ستخسر اوكرانيا ما يصل إلى 14 مليون زائر ( معظمهم من روسيا ايضا).
و في نقطة آخرى، بيّن التقرير تداعيات العقوبات المفروضة على روسيا و تأثيرها على شركات الخطوط الجوية، إذ تشير التوقعات ان شركة Aeroflot الروسية وحدها ستخسر ما يقدّر بمليون مسافر (أو 550 مليون دولار من إيرادات المقاعد شهريًا).
و بشكل حتمي ستعاني شركات الطيران الأخرى، حيث قدّر مركز OAG المزود لبيانات السفر العالمية اعتبارًا من الرابع من نسيان أنه قد تمت إزالة حوالي 28 مليون مقعدًا من جداول الرحلات للأشهر الثلاثة المقبلة – بانخفاض سنوي بنسبة 2٪.
قضية أخرى تواجه شركات الطيران، هي تكلفة الوقود التي تعتبر أعلى بأكثر من 80٪ مما كانت عليه قبل عام، وفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) حتى قبل الحرب. و يتوقع (IATA) أن تتكبد شركات الطيران الأعضاء فيه -والبالغ عددها 290 شركة- خسارة صافية تبلغ 11.6 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بعد أن خسرت حوالي 190 مليار دولار أمريكي في 2020-2021.
و يختم التقرير، بأن أسعار السلع المرتفعة ستؤثر أيضاً على السياحة، وسيكون لهذا تأثير مباشر على الفنادق والمطاعم، والذي سيؤدي الى الزيادة التي يدفعها السائح، علاوة على ذلك، يعاني المستهلكون أنفسهم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية والتضخم العام، مع فشل الأجور في مواكبة ذلك.
4. مشهد جيوسياسي جديد
نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في نشرتها اليومية تقريراً يوضح المشهد الجيوسياسي الجديد. و جاء في التقرير، مع احتدام الحرب في أوكرانيا، رفضت الحكومات في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية اتخاذ موقف محدد، وتجنبت اعتبارات “نحن ضد هم” التي ميزت معظم حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بدلالة واضحة على تنامي الشعور بالثقة لدى البلدان الأصغر التي لم تعد تعتمد على راعي أيديولوجي أو اقتصادي واحد، لتذهب في طريقها الخاص.
غالبًا ما تم تشبيه المشهد الجيوسياسي الحالي بمشهد الحرب الباردة الجديدة. و على الرغم من تماثل الخصوم الرئيسيين- الولايات المتحدة وروسيا والصين بشكل متزايد – فقد تغيرت الأدوار التي تلعبها بقية دول العالم، بإشارة الى إعادة تشكيل النظام العالمي الذي استمر لأكثر من ثلاثة أرباع القرن.
و امتنعت عشرات الدول عن التصويت في الأمم المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان هذا الشه، بما في ذلك تايلاند والبرازيل وجنوب إفريقيا والمكسيك وسنغافورة. وكان أكثر من نصف الممتنعين عن التصويت من بين الدول الأفريقية التي تلاقي اهتمام الصين المتزايد واستثماراتها.
وفيما يتعلق بالولاءات التاريخية، وصف بعض حلفاء الولايات المتحدة قرارهم “بالتنويع” نتيجة للتغيب الأمريكي عن دبلوماسية اللقاحات أو التجارة. و على الصعيد الاخر، لا يمكن لروسيا التي تفتقر إلى أموال المحسوبية والنفوذ الجيوسياسي للاتحاد السوفيتي الاعتماد على حلفائها السابقين أيضًا.
5. معضلة بايدن النفطية السعودية
نشر مركز ويلسون للدراسات مقالاً بيّن فيه الأزمة التي يعيشها الرئيس الأمريكي جو بايدن إبان الحرب الروسية على أوكرانيا والتي أجبرته على على التفكير بجدية في التخلي عن وعد حملته الرئاسية بجعل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، منبوذًا في واشنطن بعد تورطه في قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
هذه المعضلة تضع التزام بايدن بتعزيز الديمقراطية ومكافحة المد المتصاعد للاستبداد في مواجهة السياسة الواقعية المتمثلة في ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني (نوفمبر) وضرورة فصل أوروبا الغربية عن الاعتماد على النفط والغاز الروسي.
من جهتها تعمل المملكة العربية السعودية على توسيع طاقتها الإنتاجية بمقدار مليون برميل يوميًا ، أي أكثر من ثلث الصادرات الروسية الحالية إلى أوروبا الغربية التي تسعى إدارة بايدن إلى منعها.
و أكد التقرير أنه يجب على بايدن التفكير مليًا مسبقًا في ما قد يكون محمد بن سلمان مستعدًا أو قادرًا على تقديمه كمقابل للتخلي عن “سياسته المنبوذة” لاسيما أنه لم يتحدث حتى عبر الهاتف مع ولي العهد منذ توليه منصبه قبل خمسة عشر شهرًا و لم يعين سفيرا أمريكياً جديدا في المملكة، إضافة للتفكير في الضرر المحتمل الذي قد يلحقه احتضانه لولي العهد بصورته والسياسات الأخرى.
ولخص التقرير نقاطاً ينبغي على ولي العهد تحقيقها و التي تتضمن موافقته على إنتاج المزيد من النفط، والانسحاب من حرب اليمن ، والاعتراف بإسرائيل ، وقبول التسوية مع إيران. بينما عرض التقرير مطالب محمد بن سلمان بإعادة فرض تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين على أنهم منظمة إرهابية وتجديد الدعم العسكري لمساعدة قواته على هزيمتهم في ساحة المعركة ومعارضته سياسة إدارة بايدن المتمثلة في إحياء الاتفاق النووي مع طهران الذي انسحب منه ترامب في عام 2018.
وانتهى التقرير بالاشارة الى أنه لا يوجد “حب ضائع ، أو حتى يمكن اكتسابه،” بين هذين الزعيمين. لكن من المشكوك فيه أيضًا ما إذا كانت السياسة الواقعية تكفي لحل الجمود حيث يفتقر كلاهما إلى الإنجازات لجعل صفقة المعاملات المجردة قابلة للتحقيق.
6. مفاتيح قراءة الخريطة الإستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة
كتب محمد باهارون مدير عام مركز دبي لبحوث السياسات العامة (بحوث) تحليلاً نشره مركز الشرق الأوسط للدراسات و الذي تضمن شرح ثلاثة مفاتيح للخريطة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتها الدولية والتغيرات الحاصلة في تعاملها مع القضايا و التي وصفها بأنها أكثر اتساقاً.
و حدد المقال المفتاح الأول بالنظام العالمي الشبكي والذي يعكس إدراك الإمارات للطريقة التي تطورت بها العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين حيث لم يعد النظام العالمي أحاديًا أو ثنائيًا أو حتى متعدد الأقطاب، ولكنه بالأحرى “متشابك”. أي أن الدول يمكن أن تنخرط في علاقات متعددة بناءً على المصالح الوطنية والإقليمية بدلاً من التقارب أيديولوجياً. و طبقت الإمارات هذا المفهوم عن طريق استبدال مراكز الجاذبية بعقد الاتصال و إزاحة حساب التفاضل والتكامل الصفري فمثلاً العلاقات الاقتصادية الإماراتية مع الصين لا تقلل من قيمة علاقتها مع الولايات المتحدة و استبدال مفهوم المنافسة الكبرى باستراتيجية “التكامل الكبير” و الذي بدا جلياً في التقارب الإماراتي التركي الأخير.
أما المفتاح الثاني فهو أجندة الاتصال العالمي وفهم الإمارات العميق للمساحة الجيوستراتيجية و تشجيعها لاستراتيجية المشاركة التي تتمحور حول الربط الإقليمي باعتبار أن كل مسطح مائي هو بوابة لمنطقة إستراتيجية.
و أخيراً المفتاح الثالث لفهم الخريطة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة هو التمييز بين الجهات الحكومية وغير الحكومية باعتبار أن الاولى هي اللبنة الاساسية لإدارة الشؤون العالمية ومنطلق مشاركة الدولة الإماراتية في أي مسعىً دولي. و هذا يفسر موقف الإمارات المعادي للحوثيين و حزب الله والحشد الشعبي و الإخوان المسلمين باعتبارهم جميعاً جهات فاعلة عابرة للحدود الوطنية ولا تحترم سيادة الدولة وترى نفسها فوق الأمة.
و أضاف الكاتب في الخاتمة أن تطبيق هذه المفاتيح قد يساعد في فهم مشاركة الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء العالم و شرح بعض القضايا التي يجدها المراقبون أحيانًا محيرة.
7. هل ستكون صفقة إيران ركيزة استقرار أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟
نشر معهد رويال يونايتد البريطاني مقالاً أكد فيه تزايد المخاوف في الشرق الأوسط بشأن تداعيات الأمن الإقليمي مع وجود مؤشرات على إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي بات وشيكاً.
وبحسب المقال، يبقى دعم إيران للميليشيات والجهات الفاعلة غير الحكومية القضية الأكثر حساسية لأمن دول الخليج وإسرائيل، إذ تشير التقديرات إلى أن إيران تدعم أكثر من 40 ميليشيا موزعة بين العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن.
ويعزو المقال السبب الرئيسي لعدم تراجع نشاط إيران الإقليمي حتى لو وقعت اتفاقية جديدة إلى تصميم الاتفاقية نفسها، إذ تركز خطة العمل المشتركة الشاملة على مراقبة المنشآت النووية الإيرانية، ومنع المزيد من تخصيب اليورانيوم، ولكنها لا تحتوي على بنود بخصوص دعم إيران للميليشيات في المنطقة.
مؤيدو الصفقة يؤكدون -وفقا للمقال- أن إعادة دمج إيران في السوق الدولية سيشجعها على تغيير سياستها الإقليمية، فمع تنامي العائدات الاقتصادية سيكون لدى إيران الحافز للتصرف بشكل مختلف وستقلل التوترات مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لكن لا بد من الاشارة الى فشل الاتفاقية بهذا الصدد تبعاً للمؤشرات الحاصلة في المنطقة كتصعيد الحوثيين لهجماتهم بدلاً من الانخراط في العملية السياسية خصوصاً بعد تبني ادارة جو بايدن سياسة الاسترضاء معهم و حذفهم من قائمة المنظمات الإرهابية في رسالة فد تفهم أن الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة بأمن حلفائها في المنطقة.
ويختم المقال بأنه من المهم عدم المبالغة في تقدير خطة العمل المشتركة الشاملة كحل ممكن لجميع الأزمات في المنطقة، حيث تتوقع الميليشيات العديدة التي تدعمها إيران دورًا أكبر لها بعد التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، وليس دورًا أقل حيث ستكون إيران حرّة من أي عقوبات أو التزامات تجاه جيرانها في المنطقة.
8. تونس: الرئيس سعيّد يعدّل مفوضية الانتخابات ويعزز سلطاته
أكد مركز ستراتفور للدراسات في تقرير نشره مطلع نيسان الحالي، أن حلّ الرئيس التونسي قيس سعيّد للبرلمان سيؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الاجتماعية في الدولة من خلال إثارة الجماعات المعارضة وإعاقة إقرار الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.
وسلط تقرير جديد نشره مركز ستراتفور الضوء على المرسوم الصادر عن المكتب الرئاسي التونسي والقاضي بإصلاح هيكل مفوضية الانتخابات في البلاد، وعلى وجه التحديد، استبدال الرئيس أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبعة أعضاء جدد.
ويعد مرسوم سعيّد الأحدث في سلسلة من الإجراءات التنفيذية التي تعزز المزيد من السلطة داخل المكتب الرئاسي على حساب البرلمان المنتخب شعبياً؛ ويقول منتقدون محليون، بمن فيهم زعيم حزب النهضة الإسلامي راشد الغنوشي، إن هذا القرار سيضر بمصداقية الانتخابات المقبلة.
بالمقابل، يحظى سعيّد ببعض الدعم العام لإجراءاته التنفيذية و إجراءاته ضد البرلمان، فمن غير الواضح ما إذا كان التونسيون سيواصلون دعمهم له إذا استمر في السيطرة على المزيد من المؤسسات الحكومية.
9. إعادة فتح مطار العاصمة اليمني المغلق منذ فترة طويلة
نشر مركز ستارتفور للدراسات تقريراً عن إعادة افتتاح المطار الدولي في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، للمرة الأولى منذ ست سنوات، في إطار الهدنة المؤقتة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في بداية شهر رمضان في 2 أبريل / نيسان.
وبناء عليه تستأنف الرحلات الجوية بين صنعاء والعاصمة الأردنية عمان، وكذلك مدن أخرى في البلدان المجاورة بغية الربط التجاري والإغاثة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
و أشار التقرير أن إعادة فتح المطار هي علامة على أن الهدنة الرمضانية تحقق أهدافها الإنسانية، حيث ستمنح وكالات الإغاثة الوصول المباشر إلى العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون. ومع ذلك، يستمر الصراع الأهلي في اليمن مع استمرار القتال حول مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالطاقة.
وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيستمر إلى ما بعد نهاية شهر رمضان في 1 مايو ، فإن إعادة فتح المطار يمثل خطوة مهمة في بناء الثقة تدريجياً بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وهو أمر ضروري لضمان أي سلام دائم في البلاد.
المصادر: