تحليلات
حول دلالات هجوم أربيل

تفاصيل الهجوم:
- في 15 فبراير، تعرض مطار أربيل لهجوم صاروخي ب14 صاروخا عيار 107 ملم، أسفر عن مقتل مقاول وجرح 5 آخرين من أفراد التحالف الدولي من بينهم جندي أمريكي، وجرح ثلاثة مدنيين من سكان المدنية.
- تم اطلاق الصواريخ من سيارة كانت مخبأة خارج سوق زراعي على بعد خمسة أميال جنوب غربي أربيل.
- تم إدخال الصواريخ الى الاقليم عن طريق تهريبها عبر شاحنات نقل الفواكه والخضروات.
- يعد الهجوم الضربة الثانية التي تتلقاها أربيل مؤخراً، بعد ضربة سابقة في 30 سبتمبر 2020، بصاروخ تمّ إطلاقه من قرية برطلة الخاضعة لسيطرة الميليشيات، شرقي الموصل.
أهمية الحدث:
- تمتع الإقليم الكردي بحالة إستقرار طويل من بعد إسقاط نظام صدام عام ٢٠٠٣، رغم حالة عدم الاستقرار والتذبذب الأمني الذي شهده العراق منذ ذلك الحين.
- تعتبر أربيل (عاصمة الإقليم الكردي) خطاً أحمراً من الناحية الأمنية، وظلت جميع القوى والمليشيات في الساحة العراقية ملتزمة بعدم استهداف الإقليم الكردي بشمال العراق طوال السنوات الماضية.
- يعد هذا الهجوم حدثاً نوعيا، ويفتح صفحة جديدة في الملف الأمني للإقليم الكردي، وهو ما قد يكون له تبعات على حركة الإستثمارات والتنمية التي يشهدها الإقليم.
من يقف وراء الهجوم؟
- يقول مراقبون إن ثلاث مجاميع على الأقل شاركت في الهجوم، مجموعة أحضرت الأسلحة، ومجموعة هرّبت وأوصلت الأسلحة الى داخل حدود الإقليم، ومجموعة ثالثة من الداخل، أطلقت وأشرفت على العملية واختارت التوقيت.
- بحسب وكالات أنباء، وبعد وقت قصير من الهجوم تبنّت جماعة تُعرف بـ «سرايا أولياء الدم» مسؤوليتها عن الهجوم، ومن الملاحظ أن هذه الجماعة ليست سوى ( صفحة ) على وسائل التواصل عبارة عن لوغو وقناة تلغرام وبعض التغريدات.
- في وقت سابق من اليوم نفسه ادّعت جبهة «أصحاب الكهف» التابعة لجماعة “عصائب اهل الحق”، إطلاق صاروخ استهدف قاعدة تركية شمال العراق، في حادثة عكست الانتقاد الذي وجهته الميليشيات العراقية مؤخراً للعمليات العسكرية التركية الرامية إلى تقييد تحركات «حزب العمال الكردستاني» في «إقليم كردستان» وسنجار.
- مازال الغموض يكتنف الجهة التي نفذت الهجوم على أربيل، وليس هناك تأكيد أو دليل رسمي على ضلوع إحدى فصائل عصائب أهل الحق بشكل مباشر به، إلا أن بعض المراقبين يحاولون الربط بين ما يسمى بـ “جبهة أصحاب الكهف” التابعة لـ “عصائب أهل الحق”مع “سرايا أولياء الدم” التي تبنت الهجوم، خصوصا مع تصادف هجوم إحدى فصائل العصائب على القاعدة التركية شمال العراق بنفس يوم الهجوم على أربيل.
دلالات الحدث:
- يمكن الافتراض -عموما- أن الجهة التي تقف وراء الهجوم تعمدت خرق الخط الأحمر الكردي كنوع من الضغط على الجهات الدولية التي تدعم استقرار الإقليم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
- يعكس الهجوم وجود حالة من التوازنات الأمنية والخطوط الحمراء التي تلتزم ضمنا بها الفصائل المسلحة النشطة على الأرض العراقية، كما يعكس التزام تلك الفصائل بأجندات دولية خارجية، وهي تتحرك بسياقات سياسية مدروسة وفقا لمصالح تلك الجهات الخارجية.
- إفتراض أن إيران حركت إحدى الفصائل التابعة لها لتنفيذ الهجوم، وبالتالي الضغط لتحسين شروط التفاوض حول الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، هو افتراض قد يكون عالي الصحة وأقرب لتفسير خلفيات ما حدث.
- سيكون على الولايات المتحدة إثبات ضلوع إيران أو أحدى الفصائل التابعة لها بالهجوم، وذلك لاستثماره ضد إيران وتحويله إلى رصيد سلبي تفاوضي بالنسبة للإيرانيين بخصوص الملف النووي الإيراني.