Site icon مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

كيف تغيرت تركيا خلال 5 سنوات | تطور الصناعات العسكرية التركية بين عامي 2015 – 2020

Industries develop Turkish military Between the years 2014-2020

نستعرض خلال هذه السلسلة من الدراسات التطورات الواسعة بمكانة تركيا الدولية ووضعها الإقليمي والداخلي خلال السنوات الخمس الأخيرة (2015-2020)، وهي سنوات شهدت تغيرات نوعية وجوهرية، منها الانقلاب الفاشل عام 2016 

وما تلا ذلك من اعادة هيكلة وبناء للدولة التركية، ثم الاستفتاء وتغيير نظام الحكم إلى النظام الرئاسي، وما رافق ذلك من تغييرات دولية وإقليمية أبرزها وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ثم مغادرته البيت الأبيض لصالح جو بايدن، وتغير أولويات الإدارة الأمريكية، واتجاه السياسة الخارجية التركية بشكل ملفت   وفعّال بذات الفترة نحو ساحات دولية مثل سوريا وليبيا، والدور التركي المتزايد في أفريقيا وآسيا الوسطى، ثم حدوث جائحة كورونا مع كل ما فرضته من تغييرات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، كل ذلك يجعل من هذه السنوات الخمس معلماً بارزاً ومفصلياً لتركيا، نتناولها بدراسات تشمل الطاقة والتصنيع العسكري والعلاقات الخارجية والوضع الداخلي والاقتصاد التركي، والتدخلات العسكرية الخارجية وتأسيس قواعد عسكرية خارج الحدود الوطنية، حيث سنرى تصاعد وتفوق الدور التركي إقليميا ودوليا خلال تلك السنوات، مع وجود تحديات تواجه تركيا في سياق مسيرتها الحالية نحو تبوأ مكانة دولية متقدمة، ونحن نتمنى أن تسهم سلسلة الدراسات هذه بإبراز الحقائق ورسم صورة شاملة لتركيا الآن مقارنة مع تركيا قبل خمس سنوات. 

د. مصطفى الوهيب

مدير مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى (أيام)


1.  المقدمة 

شهدت صناعة الدفاع التركية تطوراً نوعياً ونمواً في الإنتاج بحلول عام 2020، وذلك مع دخول الصناعات العسكرية التركية ضمن ترسانة القوات الجوية والبحرية والبرية التركية، والتي ساهمت بزيادة القدرات الدفاعية للجيش التركي، فضلاً عن توسع صادراتها إلى العديد من دول العالم، حيث دخلت عدة شركات تركية بقائمة التنافس العالمي بالصناعات الدفاعية ذات الجودة العالية، وارتفع عدد الشركات التركية المصنفة ضمن أهم 100 شركة عالميا (في تصنيف Defense News) إلى سبع شركات مصنعة للأسلحة، واحتلت شركة Aselsan، وهي أكبر شركة دفاعية في تركيا الى المرتبة 52 عالميا وفقا ذلك التصنيف، ووصلت قيمة مبيعات الشركة إلى 2.1 مليار دولار، كما احتلت شركة TUSAŞ، المعروفة أيضا باسم صناعات الفضاء التركية (TAI) الى المرتبة 48، فضلا عن إدراج الشركات BMC،  Roketsan ، STM ، FNSS ، Havelsan في قائمة أفضل  100 شركة في نفس التصنيف. 

يكمن نجاح هذه الشركات في حيازتها للخبرات العلمية والتصنيعية في مجال أنظمة الدفاع العسكرية، بما في ذلك تقنيات التصوير والبصريات الإلكترونية، فضلاً عن منتجات أخرى تم تطويرها من خلال الأبحاث العلمية. وتحتل تركيا الآن المرتبة الرابعة عشر بين أكبر مصدر للاسلحة  الدفاعية في العالم، حيث تمثل 1٪ من إجمالي الصادرات العالمية وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

2.  إحصائيات حول الصناعات العسكرية في تركيا 

بحسب مؤسسة صناعة الدفاع (SSB)، فإن تركيا تمتلك التكنولوجيا اللازمة لتصنيع وبيع أسلحة دفاعية وهجومية متوافقة مع معايير الناتو وبسعر أرخص من منافسيها الدوليين. وقد ارتفعت صادرات الأسلحة التركية بشكل ملحوظ، وعلى وجه التحديد المركبات المدرعة والسفن والقوارب البحرية، خلال الفترة بين 2013 – 2019، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع الصادرات في السنوات القادمة.

ووفقاً للإحصاءات التي كشفت عنها رابطة مصدري الدفاع (SSI) وجمعية المصدرين الأتراك (TIM)،  ارتفعت صادرات قطاع الدفاع التركي بنسبة 34.6٪ خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018 .

وقد صدرت تركيا منتجاتها العسكرية إلى 164 دولة حول العالم في عام 2019، وحصلت الولايات المتحدة الأمريكية  على النصيب الأكبر من صادرات صناعة الدفاع التركية، تليها دول الإتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط. وحصل ارتفاع كبير في صادرات الأسلحة التركية عام  2019 مقارنة بعام 2015. كما ارتفعت قيمة الطلبيات التي لا تزال في طور الإنتاج (حتى تاريخ إعداد هذه الدراسة)، وأيضا زاد حجم الإنفاق المخصص لتطوير القطاع الصناعي العسكري. كما زادت مساهمة قطاع التصنيع العسكري برفد الاقتصاد التركي، ونستعرض هنا البيانات المتعلقة بحجم الموارد المالية لمبيعات السلاح  بين عامي 2015 – 2020 في الجدول رقم ( 1).  

العام حجم الانفاق العام على السلاح (مليون دولار)  الدخل السنوي من صفقات السلاح (مليون دولار) الطلبات على صفقات السلاح (مليون دولار)قيمة الاستيراد من الخارج(مليون دولار)المصروفات على قطاع التطوير (مليون دولار)التوظيف في القطاع(نسمة) نسبة تسليح الجيش التركي بأسلحة تركية
20154.9081.9297.6861.0679043137530%
2016 5.9681.95311.9131,2891.25435502
20176.6931.8248.0551.5441.23744740
20188.7612.18812.2042.4491.44867239
201910.8843.06810.6713.0881.6727377170%

الجدول رقم (1): بيانات تطور الصناعات العسكرية التركية خلال خمس سنوات

ونلاحظ من الجدول انخفاض حصة تركيا من واردات الأسلحة من 2015 إلى 2019 بنسبة 45% مقارنة بفترة الخمس سنوات السابقة، وعموما انخفض استيراد تركيا للعتاد العسكري من  70 بالمائة إلى 30 بالمائة فقط، حسب أحدث الإحصاءات.

وبلغ حجم مبيعات الدفاع والطيران 11 مليار دولار أمريكي لعام 2020، وارتفع عدد شركات الدفاع التركية من 56 شركة في عام 2002، إلى  1500 شركة عام 2020. وقد بلغ إجمالي عدد العاملين في القطاع قرابة 74 ألفاً. في حين تم تنفيذ 700 مشروعا دفاعيا لغاية  عام 2020. وإطلاق حوالي 350 مشروعاً جديداً بين عامي 2015 و 2020. 

ولغرض المقارنة، في عام 2002 بلغت ميزانية مشاريع الدفاع التركية 5.5 مليار دولار، بينما وصل حجم الميزانية في عام 2020 إلى 60 مليار دولار ، وزادت 11 ضعفاً تقريباٍ عن الميزانية في عام 2002 . 

ووفقا لبيانات TIM ( وكالة الإحصاء التركية)، فإن أكبر 10 مستوردين للأسلحة التركية (ابتداءا من 29 فبراير 2020) هم: الولايات المتحدة (131،257 مليون دولار )، ألمانيا (38،229 مليون دولار)، الإمارات العربية المتحدة (26،091 مليون دولار)، الهند (23،984 مليون دولار)، هولندا (16.305 مليون دولار )، قطر (12،728 مليون دولار) ، سويسرا (12،062 مليون دولار)، المملكة العربية السعودية (11،354 مليون دولار )، المملكة المتحدة (8،653 مليون دولار) وأذربيجان (8،364 مليون دولار). 

وفي عام 2019، حظيت المنصات والأنظمة الدفاعية الأرضية على النصيب الأكبر من حجم الإنفاق العام والتصدير ، وتلاها قطاعا الطيران (العسكري والمدني) في المرتبة الثانية. كما هو موضح في الجدول رقم  2.

القطاع حجم التصدير (بالمليون دولار) 
الاسلحة الأرضية، ( دبابات، مدرعات….الخ)3.531
الطيران العسكري 2,410
الأجزاء الخاصة بالطيران المدني 1.836
الصواريخ 966
السلاح البحري 864

الجدول رقم (2): حجم صادرات الصناعات العسكرية التركية في 2019

وقد أشارت رئاسة الصناعات الدفاعية (SSB) في “الخطة الإستراتيجية 2019-2023” المنشورة في ديسمبر 2019 إلى أن حجم المبيعات السنوي لصناعة الدفاع والفضاء التركية من المستهدف أن يرتفع إلى 26،9 مليار دولار أمريكي. 

وكما هو موضح في “الخطة الاستراتيجية 2019-2023″، يجب أن تصل حصة الاعتماد على الصناعات  المحلية إلى 75٪ بحلول نهاية عام 2023، ارتفاعًا من 65٪ في عام 2018 . وبحسب مؤسسة الصناعات العسكرية التركية ستكون دول الشرق الأوسط والمحيط الهادئ وجنوب ووسط آسيا ودول شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية على وجه الخصوص هي الأسواق التي سيستهدفها التصدير. 

3.  عوامل تطور الصناعات العسكرية التركية

تم التعبير عن الأهداف المرجوة لصناعة الدفاع التركية بشكل واضح في خطة التنمية للسنوات  (2014-2018)، وتهدف الخطة إلى تطوير بنية تحتية تنافسية لصناعة الدفاع التركية الوطنية، وتنص على أن نظام الدفاع في تركيا بحاجة إلى تلبية الطلب المحلي بطريقة متكاملة ومستدامة، وبحاجة إلى زيادة مخصصات البحث والتطوير، وضرورة دعم البنية التحتية المتخصصة في مجالات محددة من صناعة الدفاع. 

وتعود الجهود المبذولة لبناء صناعة الدفاع في تركيا إلى السبعينيات في عام 1974، على خلفية الأزمة القبرصية، حيث فرضت الولايات المتحدة الأمريكية  حظراً على توريد الأسلحة لتركيا بعد أن كانت تركيا تعتمد لفترة طويلة وبشكل شبه كامل على دول  الناتو لتزويد جيشها، وبعد فرض الحظر وجدت تركيا نفسها فجأة في موقف محفوف بالمخاطر، فقد كان الوضع بمثابة خطر على الدولة، وشكل نقطة تحول في تطوير صناعة الدفاع الوطني، قررت على إثرها الحكومة التركية آنذاك بناء وتطوير قدرات تركية محلية بالتصنيع العسكري بهدف تقليل اعتمادها على الموردين الأجانب وتلبية احتياجات القوات المسلحة محليا. 

ومؤخرا، شهدت تركيا تطورات ونقلة نوعية في صناعة الدفاع ساهمت بها أربعة عوامل:

العامل الأول: هو محاولة الانقلاب في 15 تموز 2016، والتي أدت إلى إعادة هيكلة شاملة ببنية الدولة التركية. حيث تم إلحاق صناعة الدفاع بالرئاسة التركية، ثم أعيد هيكلتها لتصبح “رئاسة صناعة الدفاع”. 

العامل الثاني: توسع عمليات مكافحة تهديدات خارج الحدود التركية. فمنذ أغسطس 2016 نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية في الخارج لاسيما في سوريا والعراق، ويشمل ذلك ثلاث عمليات رئيسية ضد داعش، وحزب العمال الكردستاني / حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وفي العملية الاخيرة التي نفذتها تركيا في شمال سوريا باسم “نبع السلام”، عارضت بعض الدول الغربية العملية التركية، الأمر الذي دفع بعض تلك الدول لوقف توريد الاسلحة لتركيا، أو بعض الأجزاء المستخدمة في الصناعات العسكرية. 

العامل الثالث: الأحداث الاقليمية الأخيرة وما نتج عنها من عدم الاستقرار، مثل التطورات في البحر الأبيض المتوسط، وفي الدول العربية والإقليمية مثل سوريا، العراق، أذربيجان وليبيا، فضلاً عن انسحاب الناتو من دعم تركيا في التهديدات التي تواجهها، وخاصة إبان حادثة إسقاط تركيا طائرة سوخوي الروسية على الحدود التركية السورية. 

العامل الرابع: إدراك تركيا أنه لا يمكن أن تكون قوة إقليمية بدون قوة عسكرية رادعة، ومن الممكن أن الحكومة التركية قد تبنت وجهة النظر القائلة بأن تطوير قاعدة صناعية وطنية يمكن أن يساعد في بناء أسس لسياسة خارجية أكثر استقلالية. 

وعموما، يمكن أن تساهم القاعدة الصناعية الدفاعية المتطورة بزيادة القوة الإقليمية لتركيا من خلال: 

 أولاً: دعم القوات المسلحة التركية بمنتجات محلية الصنع. 

ثانيا: صادرات الأسلحة والتي يمكن أن تشكل جزءا من تعاون سياسي عسكري أوسع بين تركيا والأطراف الدوليين. 

وعلى مدى العقد الماضي من القرن الواحد والعشرين أنفقت تركيا مليارات الدولارات على تطوير قطاعها الدفاعي لتعزيز اكتفائها الذاتي في سبيل مواجهة أي حظر محتمل على وارداتها من الأسلحة. وقد غطت صناعة الدفاع المحلية التركية اليوم 70٪ من المتطلبات العسكرية للدولة ، مقارنة بـ 45٪ فقط قبل 5 أعوام.

ومن الأسباب الهامة في تطور صناعة السلاح في تركيا هو تنشيط الصناعة العسكرية من خلال استثمار الدولة 60 مليار دولار في مشاريع دفاعية، وفقا لـ SSB. وتهدف تركيا إلى جعل صناعتها الدفاعية مستقلة بنسبة 100٪ بحلول عام 2053، وزيادة قدرتها التصديرية إلى 50 مليار دولار، وتعزيز الصادرات، حيث تبنت الحكومة تدابير تنظيمية جديدة، ووفقا لما صرح به الرئيس أردوغان، فقد تم وضع مؤسسة الصناعات العسكرية ضمن المؤسسات التابعة لمكتب الرئاسة التركية، وذلك من أجل تحسين إمكاناتها وتخصيص الموارد وزيادة كفاءتها. كما كلفت الحكومة السلك الدبلوماسي بشكل مستمر بمهمة تسويق المعدات العسكرية التركية في الخارج وإيجاد أسواق جديدة لصادراتها الدفاعية.

4.  أهم الشركات التركية الفاعلة في الصناعات العسكرية

في عام 2010، كان لدى تركيا شركة واحدة على قائمة أفضل 100 شركة دفاع عالمية. أما الآن فقد أصبح لديها سبع شركات، وهو ما تتفوق به على إسرائيل وروسيا والسويد واليابان ، وهذه الشركات هي:

5.  أهم التطورات في الصناعة العسكرية التركية بين عامي 2014 – 2020

 الشركات الوارد ذكرها في النقطة السابقة لا تعد فقط من الموردين الرئيسيين للقوات المسلحة التركية، بل هي أيضا من اللاعبين النشطين في سوق الأسلحة الدولية، وهي فضلا عن تزويدها لمنتجات كاملة مصنوعة في تركيا، تدخل هذه الشركات في شراكات صناعية مع شركات أجنبية، وهو الأمر الأكثر أهمية لمستقبل صناعة الدفاع التركية، وقد حققت تلك الشركات مجموعة كبيرة من الإنجازات في المجال العسكري نسردها كالتالي: 

5:1. أهم التطورات في قطاع الطيران والدفاع الجوي 

 تم تطوير وتصنيع الطائرة بواسطة شركة Baykar، ويتم إنتاج الطائرة بشكل كامل محليا، وأطلق عليها اسم Bayraktar TB2 هي مركبة جوية تكتيكية، قادرة على القيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والهجمات المسلحة. ويجري حاليا استخدام 86 طائرة منها في تركيا. والطائرة تحمل رقماً قياسياً في القدرة على الطيران المتواصل دون التزويد بالوقود لفترة  (27 ساعة و 3 دقائق) ولارتفاع (27.030 قدما). وتعتبر Bayraktar TB2 أيضا أول طائرة من فئتها يتم تصديرها إلى الخارج. وقد تم استخدام هذا النوع من الطائرات في عمليات تركية عسكرية في سوريا وفي ليبيا، ومؤخرا استخدمت القوات الاذربيجانية هذه الطائرة في معركتها الاخيرة ضد القوات الارمنية بنجاح في إقليم كاراباخ.

من إنتاج شركة  TAI،  وتعتبر ANKA أحد أهم مشاريع صناعة الدفاع التركية.

وقد أضافت هذه الطائرة بدون طيار  قوة إستراتيجية لقيادة القوات الجوية. ويتم التحكم بالطائرة في الجو عبر الأقمار الصناعية. وتتميز بقوة كبيرة في مجال أمن المعلومات من خلال توفير نقل البيانات المشفرة في جميع أنظمة الاتصالات. وهي مجهزة لجميع أنواع الظروف التشغيلية الصعبة، كما يمكن للطائرة الهبوط في قواعد الطوارئ المستقلة عن منطقة الإقلاع في حالة فقدان الارتباط. بالإضافة إلى ميزات الطيران المستقل بالكامل ليلاً ونهاراً بما في ذلك الظروف الجوية السيئة، والاستطلاع، والمراقبة، وكشف الهدف الثابت والمتحرك، وأغراض التتبع، ومهام الاستخبارات، ووضع العلامات باستخدام جيل جديد من الكاميرات الكهروضوئية للأشعة تحت الحمراء.

تمتلك طائرة Aksungur UAV  والتي تنتجها شركة صناعة الطيران التركية (TAI) قدرات متطورة، وأصبحت أول طائرة بدون طيار تركية قادرة على حمل 227 كيلوغراما من الذخيرة وبرأس حربي يبلغ 89 كيلوغرامًا، يتم إطلاقه باستخدام التوجيه بالليزر، بالإضافة لحمولة القنابل من نوع MK-81 و MK-82. 

صواريخ حصار هي صواريخ دفاع جوي تستخدم ضد الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية وصواريخ كروز والمركبات الجوية، من أجل حماية القواعد العسكرية والموانئ والمرافق من التهديدات الجوية.

وفي تطورات عسكرية أخرى في قطاع الطيران والدفاع الجوي أعلنت شركة ROKETSAN أنها طورت صواريخ TRG-230 التي يبلغ مداها 70 كيلو مترا، وهي نسخة دقيقة من صاروخ TR-230 عيار 230 ملم ، والذي يتم توجيهه باستخدام نظام الملاحة GPS / INS و يتم إطلاقه من نظام Tiger Multi Barrel Launcher MBRL الخاص بـ ROKETSAN. 

في 30 أغسطس من عام 2019  أصدرت شركة ROKETSAN معلومات حول اختبار إصدار جديد من صاروخ عيار 230 ملم TRLG-230، والذي يمكنه إصابة أهداف متحركة من الأرض، ومما يزيد من دقته أنه قادر على تمييز الطائرات بدون طيار (UCAVS) .

وتم إنتاج نظام Karakulak للتنصت عالي التردد من قبل شركة Aselsan، ودخل النظام في خدمة القوات المسلحة التركية لأول مرة. كما طورت شركة ROKETSAN  الحكومية لإنتاج صواريخ أول مسبار ومحرك تركي يعبر حدود الفضاء.

وفي عام 2020 استطاعت تركيا تطوير  محركات الطيران الوطنية، حيث تم تسليم أول محرك هليكوبتر وطني TEI-TS1400. بالإضافة إلى إنتاج أول محرك توربو ديزل للطيران TEI-PD170، المستخدم في الطائرات الجوية من قبل شركة  TAI. وفي الوقت نفسه تم تسليم أول طائرة دورية بحرية من طراز P-72 في مشروع MELTEM-3 إلى قيادة القوات البحرية. 

5:2. تطورات الصناعات البحرية العسكرية 

سفينة بيرقدار منتج هندسي تركي بالكامل، استغرق تصميمه 3 سنوات، وتم بناؤها بواسطة مؤسسة  حوض بناء السفن التركية، وهي من أكبر السفن الحربية في تركيا. تتميز السفينة بتقنيات متقدمة لتحميل وإنزال الدبابات البرمائية، وهي تحتوي على العديد من أجهزة الاستشعار والأنظمة المضادة للغواصات، ومحصنة ضد أنواع واسعة من التهديدات التي قد تأتي من الجو أو البر. وتحتوي السفينة على منصة هبوط وإقلاع طائرة هليكوبتر تزن 15 طناً وذلك من أجل توفير عمليات التحميل والتفريغ. كما تحتوي السفينة أيضا على 4 مركبات LCVP (مركبة إنزال، مركبة أفراد)، كل منها قادرة على حمل 8 أطنان من البضائع أو 40 شخصا. ويمكن للسفينة البقاء في البحر لمدة 30 يوماً والسفر لأكثر من 5000 ميل بحري دون التزود بالوقود. وقد تم بناء السفينة من المعادن الفولاذية التي يحمي الجزء العلوي منها من الصواريخ البالستية، وتوفر السفينة حماية كامل للأفراد من الهجمات النووية والبيولوجية والكيميائية. تم تسليم السفينة للقيادة البحرية العسكرية في عام 2017 .

تعتبر هذه السفينة من أبرز الصناعات العسكرية البحرية التركية، وهي الآن في مرحلة الإنتاج ومن المقرر أن تدخل مخزون قيادة القوات البحرية في العام الحالي 2021. ,والأجزاء المستخدمة في إنتاج السفينة 68٪ منها محلية الصنع، وهي متعددة الخدمات، حيث تحمل طائرات هليكوبتر، بالإضافة لوجود أنظمة دفاعية، وأجهزة استشعار لرصد الهجوم الالكتروني، ومقر لقيادة العمليات البحرية .

هو عبارة عن رصيف عسكري عائم، يمكن استخدامه لحمل جميع السفن والمنصات المستخدمة من قبل القوات البحرية التركية. وتبلغ طاقته الاستيعابية 10 آلاف طن، وقد تم إدخاله فعليا الى الخدمة. ويبلغ الطول الكامل للرصيف 175.60 متر وعرضه الداخلي 35.54 متر، ويوجد بداخله رافعتين متحركتين من النوع الكهروهيدروليكي من أجل عمليات التفريغ والتحميل.

تم بناء سفينة أبحاث زلزالية من قبل Istanbul Deni̇zci̇li̇k Gemi̇ İnşa Sanayi̇ ve Ti̇caret A.Ş، وهي أول إنتاج محلي تركي لسفينة أبحاث زلزالية وطنية ذات مهام متنوعة، تشمل على سبيل المثال المساهمة في الدراسات العلمية لمعدلات التلوث في أعماق البحار، المسوحات الأرضية تحت سطح البحر، تمديد كابلات الاتصال بالألياف الضوئية، البحث عن الغاز الطبيعي والبترول، المساهمة في مد خطوط الأنابيب، كما تتيح منصة الهليكوبتر الموجودة على متن السفينة هبوط طائرة هليكوبتر وزنها 12 طنًا. وتشغّلها حاليا الحكومة التركية في عمليات البحث عن الموارد الطبيعية في البحر الأسود وشرق البحر المتوسط. 

 هي سفينة إنقاذ رئيسية خاصة للغواصات، صممت من قبل شركة اسطنبول البحرية لبناء السفن والتجارة ومن قيادة القوات البحرية التركية. ومصممة لأداء عمليات الإنقاذ السطحي وتحت الماء ومكافحة الحرائق في ظروف البحر المختلفة.

وهي سفينة متوسطة الحجم والتقنيات، وسريعة الحركة، مصممة لأداء عمليات الدفاع، ومهام الاستطلاع والمراقبة الفعالة، صممت من قبل شركة اسطنبول البحرية لبناء السفن والتجارة. 

5:3. التطور بالتسليح البري 

أصبحت تركيا أحدى الدول الرائدة عالميا لتزويد الجيوش البرية بالمركبات المدرعة للتعامل مع تهديدات من قبيل العبوات الناسفة، ولتنفيذ الاقتحامات الارضية. وقد تخصصت صناعة الدفاع في تركيا بإنتاج المدرعات، ومركبات القتال وحمل المشاة مجنزرة، بالإضافة إلى دبابات القتال الرئيسية. ويتم تصنيع هذه الاسلحة من قبل شركات خاصة محلية مثل FNSS ، Otokar ، BMC ، Nurol Makina. حيث يتم تصدير هذه الأسلحة إلى مجموعة واسعة من الدول في جميع أنحاء العالم. وتعد دبابات ALTAY MBT و KAPLAN المتوسطة من أكثر  الاسلحة التركية شهرة في صناعة الدفاع التركية التي تعتبر منافسة في الأسواق العالمية. 

5:4. تطور صناعة الذخائر 

طورت شركة “الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية”(MKEK) صناعة الذخائر العسكرية بكافة أنواعها وأشكالها ومقاساتها. وستصنع الشركة التركيبات الكيميائية من نوع “RDX” “و”HMX” و”CXM” للمواد المتفجرة المستخدمة داخل الذخائر،  والتي كانت تستوردها سابقاً. كما تصنع الشركة كافة مقاسات الذخائر من 5.56 ملم حتى 203 ملم، بالإضافة لتصنيع الأسلحة التي تستخدم تلك الذخائر. كما تصنع الشركة الرؤوس الحربية، والصواريخ، والقاذفات، والقنابل التي تطلق من الطائرات الحربية. وبذلك تكون شركة “الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية، المنشأة الوحيدة في العالم تجمع صناعة كل هذه الفئات في مكان واحد.

وصرح الرئيس أردوغان في تاريخ 29 أبريل 2021  أن تركيا لم تعد تعتمد على أي دولة لتأمين ذخائرها وقنابل القاذفات الجوية. ووصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي من حاجة الجيش للذخائر. 

6.  معوقات صناعة السلاح في تركيا 

من أهم المعوقات التي تواجه تركيا في صناعاتها العسكرية المحلية:  اعتماد تركيا على دول أخرى في إنتاج المحركات، وعلى سبيل المثال في عملية تصنيع الدبابات تستورد تركيا المحركات من ألمانيا، التي سبق أن  حجبت التكنولوجيا عن تركيا بسبب خلافات بين الدولتين فيما يخص التدخل في شمال سوريا. وفي إنتاج طائرة Akinci بدون طيار  تعتمد تركيا في إنتاجها على المحركات التوربينية AI-450 الأوكرانية. وأوكرانيا لا تشارك تركيا عملية التصنيع والتبادل التكنولوجي العسكري. بالاضافة الى ذلك، تحتاج تركيا أيضا إلى التغلب على قائمة متزايدة من التحديات، مثل الحاجة إلى أسواق جديدة للتصريف، والحاجة الى تمويل استثمارات ضخمة،  والاعتماد على مكونات مصنعة مستوردة ومصنعة خارجيا، والتي تزيد تكلفتها مع انخفاض قيمة العملة المحلية. ومن أجل ذلك، أقامت تركيا شراكة مع قطر  من أجل الاستثمار في مجال الصناعات العسكرية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الشراكة في تأمين التمويل لتطوير صناعة الدفاع في تركيا. 

كما تعيق بعض التطورات السياسية تركيا من الحصول على الخبرات التكنولوجية اللازمة، حيث أدى خروج تركيا من برنامج تطوير طائرة F-35 المقاتلة (بعد توقيعها وقعت صفقة استيراد منظومة  S-400 من روسيا) لحرمانها من خبرة تكنولوجية بمجال التصنيع كانت ستكتسبها خلال دورة الإنتاج لطائرة F-35.

7. تطور الصناعات العسكرية التركية من 2015 وحتى عام 2020

قبل 2015 من 2016 وحتى 2020
عدد الشركات التركية ضمن قائمة أفضل 100 شركة صناعات دفاعية عالمياً (  Defense News)شركة واحدة فقط  
7 شركات
قيمة صفقات صادرات الأسلحة التركية1.929 مليون دولار. 3.098 مليون دولار حسب إحصاءات 2019
نسبة اعتماد الجيش التركي على الصناعات العسكرية المحلية 30 % من تسليح الجيش التركي. 70 % من تسليح الجيش التركي.
تطور الصناعات البحرية العسكرية الصناعات العسكرية البحرية لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات المحلية. شهدت الصناعات البحرية العسكرية تطوراً كبيراً في بناء السفن الحربية، والسفن الزلزالية، وأصبحت تركيا تصدر إنتاجها من السفن لكثير من دول العالم. 
تطور صناعة الطائرات المسيرة (الدرونز)مشروع الطائرات المسيرة كان مراحلة الإبتدائية.  تم فعليا إنتاج وتطوير  تكنولوجيا وقدرات الطائرات المسيرة. 
حجم الانفاق على الصناعات العسكرية المحلية4.9 مليار دولار. 10 مليار دولار. 
استخدام الأسلحة المحلية في عمليات عسكرية خارجيةلم تستخدم تركيا أسلحتها المصنعة محلياً. استخدمت تركيا أسلحتها المصنعة محلياً في عدة ساحات دولية، مثل سوريا، العراق، أذربيجان، ليبيا. 

 8. الخلاصة

كانت هناك عملية تحول شاملة بمجال الصناعات العسكرية التركية مؤخرا، وعلى وجه الخصوص في أعقاب الانقلاب الفاشل عام 2016، حيث تم إلحاق صناعة الدفاع أولاً بالرئاسة التركية، ثم أعيد هيكلتها لتصبح “رئاسة صناعة الدفاع”. وفي هذه الخطوة، وبفضل نظام الحكومة الرئاسية، برزت رئاسة الصناعات الدفاعية في الواجهة باعتبارها واحدة من المؤسسات الرئيسية وفي صميم التحول الكبير الذي شهدته الدولة في القطاعات السياسية والصناعية والعسكرية، والمدنية، وكذلك استراتيجية وتكنولوجيا الدفاع في تركيا.

أكدت الخطط الإستراتيجية التي طرحتها الدولة التركية على ضرورة تفوق تركيا في تطوير برامج تقنيات الدفاع والأمن، وتوجيه برامج التصنيع والبحث العلمي لتحقيق الاستقلالية وتقليل الاستيراد من الخارج.  

 استطاعت شركات Baykar و TIA التركية تطوير المواصفات القتالية والتقنيات التكنولوجية للطائرات بدون طيار  بشكل أصبحت أكثر فاعلية في حسم المعارك على الأرض بسرعة ودون خسائر مادية وبشرية للجهة المشغلة للطائرة.  ووصلت شركات الصناعات العسكرية التركية في مجال الأسلحة البرية ( كالدبابات والمدرعات وكاسحات ألغام) إلى مستوى عال من التطور وبأسعار منافسة، مما جعلها في مقدمة الصادرات العسكرية التركية بمقدار 3.5 مليار دولار في عام 2019. فيما شهدت الصناعات العسكرية البحرية تطوراً ملفتاً، فقد استطاعت شركة  اسطنبول البحرية لبناء السفن والتجارة صناعة سفينة الهجوم البرمائية TCG Anadolu، وهي من أبرز الصناعات العسكرية البحرية التركية، بالإضافة لسفينة الأبحاث الزلزالية ORUÇ REİS، والعديد من القطع العسكرية البحرية. وأعلنت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية TAI أن أول طائرة حربية محلية الصنع، ستجرى طلعتها التجريبية الأولى في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية عام 2023.

وعموماً، فإن مستقبل وتطور  الصناعات العسكرية التركية في المرحلة القادمة مرتبط بالمقام الأول بقدرة تركيا على صناعة وتطوير  المحركات ضمن الصناعات العسكرية، وهي الآن في صدد إنتاج محركات وطنية، وحتى تاريخ كتابة الدراسة لا يوجد معلومات كافية عن المدة الزمنية  اللازمة لإنتاجها،  فضلا عن ضرورة تحقيق الهدف بالاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة لاستيراد بعض مكونات الأسلحة من الخارج.

المصادر 

  1. Transformation of the Turkish Defense Industry: The Story and Rationale of the Great Rise
  2. Transformation of the Turkish Defense Industry: The Story and Rationale of the Great Rise 
  3.  https://www.sipri.org/sites/default/files/2020-07/turkey_2019_0.pdf 
  4. https://www.dailysabah.com/opinion/columns/how-turkish-defense-industry-continues-boosting-its-capabilities 
  5.  TC CUMHURBAŞKANLIĞI : “Türkiye, askerî kapasitesi, ekonomik, siyasi ve diplomatik kabiliyetleriyle güçlü olmak zorundadır” 
  6.  The Republic of Turkey Directorate of Communications.
  7. Transformation of the Turkish Defense Industry: The Story and Rationale of the Great Rise
  8.  Turkey’s Military Build-Up: Arms Transfers and an Emerging Military Industry
  9.   The Republic of Turkey Directorate of Communications 
  10.  Turkey’s Military Build-Up: Arms Transfers and an Emerging Military Industry
  11.  Military-Industrial aspects of Turkish defence policy 
  12.  Turkey’s Plan to Keep Aerospace Defense Forces Soaring 
  13.  Bayraktar Tb2 İnsansız Hava Aracı – Millisavunma.com 
  14.  https://www.trtarabi.com، طائرات بيرقدار المسيرة التركية تغير شكل الحرب الحديثة
  15.  ANKA AKSUNGUR – Millisavunma.com 
  16.  HİSAR-A Otonom Alçak İrtifa Hava Savunma Füze Sistemi 
  17.  How Turkish defense industry continues boosting its capabilities 
  18.   Karakulak Yüksek Frekans Kestirme ve Dinleme Sistemi 
  19.   The rise of the Turkish naval industry – DefenseNews.com 
  20.  TCG Bayraktar Amfibi Tank Çıkarma Gemisi – Millisavunma.com 
  21.  TCG Anadolu Çok Maksatlı Amfibi Hücum Gemisi (LHD) 
  22.  Askeri Yüzer Havuz – Millisavunma.com 
  23.  MTA ORUÇ REİS (TURKUAZ) Sismik Araştırma Gemisi 
  24.  Denizaltı Kurtarma ve Yedekleme Gemileri – Millisavunma.com 
  25.  Barbaros Sınıfı Fırkateynlerin Yarı Ömür Modernizasyonu – Millisavunma.com 
  26.  How Turkey became one of the world’s leading manufacturers of weapons systems 
  27. https://www.aa.com.tr/ar/تركيا/أردوغان-تركيا-لم-تعد-تعتمد-على-الخارج-في-تأمين-ذخيرتها/2225008 
  28.   Turkish industry prospers, but foreign relations are limiting its potential 
  29.    Turkish industry prospers, but foreign relations are limiting its potential 
  30. https://www.aa.com.tr/ar/السياسة/تركيا-أول-طائرة-حربية-محلية-الصنع-تحلّق-عام-2023-/1142587