أهم الأحداث خلال الأسبوع |
إردوغان: الغزو الروسي لأوكرانيا ضربة قاسية للسلام 24 فبراير |
أوكرانيا تطلب من تركيا إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام روسيا 24 فبراير |
تركيا: نحث على تطبيق اتفاقية مونترو، ولا يمكننا منع السفن الحربية الروسية من الوصول للبحر الأسود 25 فبراير |
تركيا: تحذيرات من خسائر موجعة لقطاع السياحة بسبب الأزمة الأوكرانية 26 فبراير |
أنقرة تعلن استعدادها لاستضافة مفاوضات بين موسكو وكييف 27 فبراير |
بدء عمليات لوزارة الداخلية ضد حزب العمال في شرناق وماردين 1 مارس |
وزير الدفاع التركي يؤكد مع نظيره الروسي على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار 1 مارس |
رئيسة كوسوفو تزور تركيا وتعلن من هناك تقديم طلب الانضمام للناتو 1 مارس |
مسؤول تركي: أوروبا تواجه أسوأ أزمة أمنية منذ الحرب الباردة 2 مارس |
انعقاد الاجتماع الرابع للجنة العسكرية القطرية التركية في أنقرة 2 مارس |
أوكرانيا تشكر تركيا على تسليمها مسيرات جديدة 2 مارس |
الرئيس التركي أردوغان، يلتقي زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، في العاصمة أنقرة. 3 مارس |
تركيا متشائمة من التدخل العسكري الروسي ولا ترى نهاية للأزمة 3 مارس |
جهود تركية ـ أردنية لعودة طوعية للاجئين السوريين خلال زيارة وزير الخارجية الأردني لأنقرة 3 مارس |
أجرى وزير الخارجية التركي، مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا بخصوص الممرات الإنسانية 3 مارس |
واصل التضخم في تركيا جموحه وقفز معدله السنوي إلى 54.4% 4 مارس |
إعفاء وزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي من منصبه، وتعيين وحيد كِيريشتشي مكانه. 4 مارس |
نائب الرئيس التركي سيلتقي برئيس الوزراء الكازاخستاني في كازاخستان. 4 مارس |
نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، تعتزم زيارة تركيا 4 مارس |
التعيينات والمهام الجديدة
إعفاء وزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي من منصبه، وتعيين وحيد كِيريشتشي مكانه.
(وكيريشتشي من مواليد ولاية قهرمان مرعش (جنوب) في 4 ديسمبر 1960، وخريج كلية الزراعة في جامعة تشوقور أوفا بولاية أضنة (جنوب)، وحاصل على درجة دكتواره من جامعة كرانفيلد البريطانية، ولديه 3 أبناء، وهو نائب سابق من حزب العدالة والتنمية، وقريب الفريق الاسلامي في الحزب.
المشهد الداخلي (التفاعلات الحزبية)
ملخص: على المستوى الداخلي والعملياتي كان أبرز الملفات يتمثل في إعلان وزارة الداخلية التركية إطلاق عملية جديدة ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني في ولاية “شرناق” جنوب شرقي البلاد. وقد أطلقت الوزارة على العملية اسم “أرن الشتاء 28 الشهيد الجندي الدركي آدم أرباش”، وتهدف العملية إلى إخراج “بي كا كا” من تركيا بشكل كامل، وتحييد الإرهابيين الذين ينتشرون في المنطقة. وقد جاء الاسم نسبة إلى الشاب التركي “أرن بلبل”، الذي استشهد على يد إرهابيي “بي كا كا” في 11 أغسطس/ آب 2017. ويعتقد أيضا من المنظور السياسي أن تطهير تركيا من حزب العمال يساهم في تقليل تأثيره السياسي على أكراد جنوب شرق تركيا.
على مستوى المعارضة لازالت هناك مداولات بين 6 أحزاب معارضة بالرغم من تغطية أحداث أوكرانيا على السياسة الداخلية، فلم يظهر للعلن استفادة المعارضة من انتقاد معدل التضخم إلى 54%. وقد عقدت الأحزاب المعارضة اجتماعها الثاني في 28 فبراير ولكن لم يحظ بزخم الاجتماع الأول الذي عقد في 12 فبراير بسبب الانشغال الكبير بالحدث الروسي – الأوكراني وتفاعلاته الدولية.
وقد سرت بعض التسريبات حول إمكانية تغيير اسم تحالف المعارضة من تحالف الأمة إلى تحالف الأمة الكبير بناء على طلب تغيير الاسم بعد انضمام 4 أحزاب جديدة وهو الأمر الذي طالب به على وجه الخصوص أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل.
ومع ذلك فإن الأحزاب المعارضة تقر بصعوبة تحقيق هدفها المتمثل بتحويل النظام من رئاسي إلى برلمان فليس من السهل الحصول على 360 للذهاب للاستفتاء أو إلى 400 نائب بالبرلمان للإقرار الآن أو بعد الانتخابات. حيث لن يستطيع أي حزب تغيير السلطة بمفرده وبالتالي ستقع المعارضة في فخ التناقض بين الدعوة لنظام برلماني والترشح على أساس نظام رئاسي.
وفي هذا السياق وفي سياق الأزمة الأوكرانية عقد الرئيس أردوغان وحليفه دولت بهتشلي اجتماعا عاجلا مطلع مارس لم يتم الإعلان عن محتواه، ويتوقع أنه لنقاش انعكاسات الأزمة الأوكرانية على الأوضاع الداخلية وفكرة تأجيل الانتخابات.
المشهد الخارجي (الدبلوماسية التركية)
فيما يتعلق بالمشهد الخارجي كان الحدث الأبرز على المشهد الدولي هو الحرب الأوكرانية بعد شن موسكو حملة عسكرية في الأسبوع الأخير من شهر فبراير 2022، وقد تبنت تركيا موقفا مبدئيا ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها لم تنجر للمشاركة في العقوبات الغربية ضد روسيا.
وقد أدارت تركيا ملف إغلاق المضائق استنادا لاتفاقية مونترو بحكمة بحيث لم تظهر أنها ضد روسيا بقدر أنها معنية بتطبيق الاتفاقيات الدولية بحذافيرها.
وفي هذا السياق عبرت موسكو عن ارتياحها من الموقف التركي حيث قال السفير الروسي لدى تركيا أليكسي يرخوف، خلال مقابلة مع قناة خبر تورك التركية ، إن اتفاقية مونترو تهم الجانب الروسي عن كثب، مضيفا: “يجب أن أقول أيضًا إننا نقدر موقف تركيا تجاه حماية اتفاقية مونترو والالتزام بها، فهي وثيقة مهمة من وثائق القانون الدولي”. و”نحن على اتصال مستمر مع السلطات التركية فيما يتعلق باتفاقية مونترو واستخدام المضائق”.
صحيح أن تركيا لديها خلافات تاريخية مع موسكو وحول أوكرانيا نفسها بسبب احتلال روسيا للقرم في 2014 التي تعتبر تركيا سكانها من العرقية التركية أشقاء للشعب التركي، لكن تركيا لا تريد أن تتكبد خسائر بسبب أي خطوة غير محسوبة.
تحصل تركيا على 35% من وارداتها من الغاز من روسيا ويقدر حجم التجارة مع روسيا ب 32 مليار ومع أوكرانيا 8 مليار. وتعد روسيا وأوكرانيا مصدر الحبوب الرئيس لتركيا وقد يؤدي أي إشكال لارتفاع أسعار الخبز في تركيا.
وفي مجال السياحة يأتي 4,7 مليون سائح روسي و2 مليون سائح أوكراني سنويا لتركيا. وكانت تركيا تنتظر عائدات السياحة في صيف 2022 بعد وباء كورونا لكي تحسن اقتصادها نسبيا فالسياحة مصدر مهم لتحريك الاقتصاد التركي خاصة مع وجود أزمة اقتصادية تركية. كما أن أي عقوبات على روسيا ستسبب في تأثر تركيا سلبا تجاريا واقتصاديا.
ولهذا حاول أردوغان مبكرا الوساطة وعارض الحلول العسكرية ولا زالت تركيا تحاول مسك العصا من المنتصف للحفاظ على مصالحها وقد كانت كلمة أردوغان بأن تركيا لن تتخلى عن أوكرانيا ولن تتخلى عن روسيا مفيدة في فهم رسالة التوازن التركية. كما وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين موقف تركيا بأنها تحاول تجاوز الأزمة من دون حرق الجسور مع روسيا، ودعم أوكرانيا، وإبقاء الاتصالات مفتوحة مع الغرب.
كما امتنعت تركيا عن التصويت على قرار تعليق عضوية روسيا في المجلس الأوروبي بأغلبية 42 صوتاً، وأوضح وزير الخارجية التركي، أنه في هذه الحالة بالذات، كان قراره بالامتناع عن التصويت لاعتقاده بأن إنهاء الحوار مع روسيا لن يكون مفيداً. ولكن يمكن أن ترفع تركيا لهجتها ضد روسيا تدريجيا وبعد تقييم محدث للتطورات.
ولا ننسى أن العلاقة بين تركيا والغرب والناتو ليست في أفضل أحوالها كذلك بسبب الموقف في سوريا وموضوع إس 400 وقد استغل أردوغان الفرصة أكثر مرة لانتقاد ازدواجية المعايير الغربية ويذكر هنا أنه بالرغم من اتصال الوزراء الأمريكان (الخارجية والدفاع) بنظرائهم الأتراك إلا أن أردوغان وبايدن لم يتحدثا أبدا خلال الأزمة الحالية. ولكن يمكن أن تكون الأزمة فرصة لتركيا لإصلاح العلاقة مع الغرب الذي يحتاج لتوحيد الصفوف وزيادة الحلفاء في مواجهة روسيا. ستحاول تركيا الاستفادة من المتغيرات الحالية بالتأكيد ولكن بحذر شديد.