Site icon مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى

المشهد الأسبوعي في تركيا | 16 – 24 مارس 2023

ابرز أحداث الأسبوع الثالث من مارس 2023

الشأن الداخلي: 

أعلنت الرئيسة المشاركة في حزب الشعوب الديمقراطي “HDP” بيرفين بولدان في مؤتمر صحفي أن الحزب لن يطرح مرشحاً مستقلاً للانتخابات الرئاسية المقبلة، ويعتبر ذلك دعماً ضمنياً لمرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليتشدار أوغلو الذي قام بزيارة مقر حزب الشعوب الديمقراطي والتقى بالرئيسين المتشاركين للشعب الجمهوري مدحت سنجار وبيرفين بولدان في مقر حزبهم بالعاصمة التركية أنقرة 21 مارس الجاري. وتعتبر هذه الخطوة منعطفاً كبيراً في سير السباق الانتخابي لصالح المعارضة وبالتالي يعيد إلى الأذهان تكرار سيناريو انتخابات عام 2019، بعدما رجحت أصوات حزب الشعوب الديمقراطي كفة المعارضة بالفوز في بلدتي أنقرة وإسطنبول

إذ يعتبر حزب “الشعوب الديمقراطي” ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، إذ حقق في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2018 نسبة 11.7٪ من الأصوات بمجموع 67 نائباً برلمانياً. 

تعهد كمال كليتشدار أوغلو خلال اجتماعه مع قيادة حزب الشعوب الديمقراطي بحل المسألة الكردية عبر البرلمان، وإلغاء تطبيق نظام الوصاية التي فرضت على البلديات المتهمة بدعم منظمة العمال الكردستاني. 

يثير هذا التقارب غضب حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار وقاعدته الجماهيرية من القوميين المحافظين، نظراً للتأثير الاستقطابي لحزب الشعوب الديمقراطي، كما يضع مرشح الرئاسة كليتشدار أوغلو في امتحان صعب بمدى قدرته على استقطاب الأصوات القومية والمحافظة، إذ قد يؤدي دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليتشدار أوغلو إلى عودة فئة من الناخبين القوميين في حزب الجيد إلى حزب الحركة القومية الأم “MHP” وكذلك ذهاب بعض الأصوات القومية في حزب الشعب الجمهوري إلى حزب الحركة القومية، وكل هذا يدفع الطاولة السداسية التي تعاني أصلاً من الانقسام للمزيد من الاضطرابات والتصدعات بين أعضاءها. 

على صعيد أخر هناك كتلة محافظة من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي غير مرتاحة من التعاون مع التحالف المعارض مما يدفعهم نحو حزب الدعوة الحرة “هدى بار” الكردي المحافظ الذي أعلن زعيمه دعمه الكامل للرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وخوض الانتخابات البرلمانية على قوائم حزب العدالة والتنمية الحاكم. 

في ملف أخر: أعلن حزب “الرفاه من جديد” الذي يتزعمه فاتح أربكان قبوله التحالف مع حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، إذ قام وفد من أحزاب “تحالف الشعب” المكون من أحزاب “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” و”الاتحاد الكبير” و”الرفاه من جديد” بتسليم بروتوكول التحالف إلى اللجنة العليا للانتخابات.

كما أعلن زعيم الحزب فاتح أربكان انسحابه من ترشحه للرئاسة ودعم مرشح تحالف الشعب الحاكم الرئيس أردوغان.

جاء هذا الإعلان بعد استقالات كبيرة في صفوف الحزب إثر إعلان زعيم الحزب فاتح أربكان قبل أيام رفضه التحالف وتقديم نفسه مرشحاً للرئاسة. 

يذكر أن حزب “الرفاه من جديد” يتشارك مع حزب  العدالة والتنمية الحاكم بالقاعدة الانتخابية بسبب التقارب الأيديولوجي للحزبين، حيث ينتمي أنصار الحزب إلى تيار الرؤية الوطنية التي أسسها الراحل نجم الدين أربكان والذي كان معلماً ورفيق درب الرئيس أردوغان.

الشأن الخارجي: 

أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة تلبية لدعوة رسمية من نظيره المصري سامح شكري، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 11 عاما.

 تعتبر هذه الزيارة كما وصفها المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أنها بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين وإطلاق حوار مُعمّق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. 

ارتكزت المباحثات بين الطرفين على الملف الاقتصادي، إذ هناك قناعة تامة لدى الجانبين أن التبادل التجاري بين البلدين لا يزال دون المأمول إذ بلغ قرابة خمسة مليارات دولار العام الماضي، فيسعى الطرفان إلى زيادة هذا الرقم  ليتعدى 10 مليارات دولار خلال العام الحالي، حيث تحرص تركيا في تعزيز موقعها الاستثماري في السوق المصري التي تعد سوقاً كبيراً للمنتجات التركية فتحتل مصر المرتبة 15 ضمن قائمة الدول الأكثر استيراداً من تركيا، حيث أعلنت كيانات تركية عن ضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار في مجالات تطوير المناطق الصناعية والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والرياضية والمستحضرات الطبية والأجهزة الكهربائية.

كما جرت المحادثات حول تعزيزر العلاقات في مجالات الطاقة ولا سيما أن تركيا تعد مستورداً مهماً للغاز المصري الرخيص وتتطلع لعقود طويلة الأجل مع مصر لاستيراد الغاز المسال بغية تنويع مصادرها في تأمين الطاقة، بينما تتطلع مصر الاستفادة من الأسطول التركي بالتنقيب بدل العروض الفرنسية. 

كما ناقشا الطرفان إمكانية استعادة السفراء خلال الفترة المقبلة، أما المسائل العالقة والحساسة تم إرجاء البحث فيها في اللقاءات القادمة. 

في ملف أخر: حضر وزير التجارة التركي محمد موش مع نظيره السعودي ماجد بن عبدالله القصبي، فعاليات “ملتقى الأعمال السعودي التركي” الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية في الرياض بمشاركة أكثر من 450 شركة سعودية وتركية وعدد من الجهات الحكومية في البلدين.

كما شهد الملتقى توقيع 3 اتفاقيات تعاون تجاري بين ممثلي قطاع الأعمال السعودي والتركي، في مجال التصنيع المحلي لمعدات ولوازم اللحام، وكذلك في مجال صناعة الشاحنات والخزانات، ومشروع مشترك في مجال الأتمتة، والمشروعات الهندسية المشتركة في الشرق الأوسط. 

يتطلع الجانبان التركي والسعودي لرفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار خلال الأعوام المقبلة. كما يسعى 

 القطاع التركي الخاص أن يتبوأ دوراً رئيسياً في المشاريع الضخمة التي ستطرحها السعودية في نطاق رؤيتها لعام 2030 مثل مشاريع “مدينة نيوم الصناعية” ومشروع “البحر الأحمر”. 

Exit mobile version